يرتدين جلابيبهن الخضراء المتماثلة. إلا أن الجحيم قد تجسد له على هيئة ابنته الصغرى، كان يحترق كلما سمعها تقول «لا»، كلما قالت له «لا تسويني مثل خواتي». تلك الفتاة كانت «دلال» التي أدت دورها سعاد عبد الله في مسلسل «خرج ولم يعد»، هربًا من بيت أبيها وإخضاعه لها، لتمارس حتى في البيت الجديد لعبتها في التمرد على القواعد. كنتُ طفلة تلمع عيناها وتفتح فاها انبهارًا، متسمرة أمام التلفزيون المصدر الوحيد الذي يمكّنها من معرفة العالم. طفلة كانت تخرج عبره من واقع يقول لها بأن واحد زائد واحد يساوي ثلاثة، وأن جمال «سندريلا» هو ما أنقذها من البؤس. وحدها التي كانت تنظر إليّ من وراء الشاشة لتقول لي بأن القواعد تُكسر، جميلة جدًا بشعرها المنسدل، وكلما ملأ التحدي عينيها قلت في نفسي كما يقول خالد الشيخ: «أنا لا أملك في الدنيا إلا عينيكِ وأحزاني».