يُعد هذا الفصل مدخاًل لفهم فلسفة الحضارة من خًلل التمييز بين أربعة مفاهيم رئيسية : الحضارة والثقافة وفلسفة التاريخ وفلسفةالحضارة ونبدأ بمفهوم الحضارة والذي يعّرفه الفيلسوف األلماني ألبرت شفايتزر في كتابه "فلسفة الحضارة" بأنها الجهد اإلنسانيالمستمر لًلرتقاء و التقدم في حياة اإلنسان والعالم الواقعي ويقوم على شرطين أساسيين وهما العمل اإليجابي في الحياة والسلوك والحضارة ليست مجرد تقدم مادي بل هي مشروع أخًلقي وإنساني ويؤكد شفايتزر أن العلوم اإلنسانية والفلسفية تختلف عنالعلوم الطبيعية ألنها ال تملك تعريفات ثابتة فكل فيلسوف يرى "الحضارة" من زاويته الخاصة،وأما الثقافة فلها معنيان األول أنها إنتاج المجتمع من فنون وعلوم وقيم والثاني أنها تعبير عن نشاط إنساني في عصر معيّن وقد ميزفًلسفة مثل هوبز وروسو بين الثقافة والطبيعة وظهرت رؤيتان للحضارة إحداهما ترى أنها الجانب المادي من الثقافة واألخرى تعتبرهاالثقافة السائدة عالمياا وأما فلسفة التاريخ فهي تدرس قوانين تطور المجتمعات مثلما فعل ماركس حين ف ّسر االنتقال من اإلقطاع إلىالرأسمالية وأما فلسفة الحضارة فهي تهتم بدراسة الثقافات حين تهيمن كالثقافة الغربية وتحلل أسباب قوتها وتحدياتها .