لندع الآن جانبا وصف ما كان من الخلاف بين علماء النفس في الألم، والفرق بينه وبين اللذة، ونوع كالذي نشعر به عند الفشل في محاولة، ونوع كالذي نشعر به عند مواجهة ما نكره، أنطقهم بالأدب حينا ألم الفقر، كما خلف الألم أدبا باكيا. أليست حمر أبي نواس محورها "وداوني بالتي الداء"؟ أوليس قد هام بها قرارا من ألم الدنيا ومتاعب الحياة؟ ولو فتشت عن دخيلة ابن المعتز، ثم تعال إلى الحياة الاجتماعية، إلا أن يجهر بالإصلاح، فلم يسعه ألم نفسه مما يرى بهم،