تحليل الأبياتيعرض الشاعر في هذه المقطوعة صورة مضحكة لطبقة تناصيه العداء، ونجد فيها المعاني عربية واضحة، فالهجاء بوضاعة النسب والبخل معاني مألوفة عند العرب على اختلاف قبائلهم وطبقاتهم وأزمانهم، إلا أن الشاعر عرض هذه المعاني بأسلوب طريق خاص مع أن المعاني مألوفة، فمثلا نجده يعبر عن البخل بأن يد المهجو اليمنى هي يد شمال، ففي الثقافة العربية تخصصاليد اليمنى الأفعال حميدة، لأنه بخيل، فكأنها صارت شمالا، وهي اليد المخصصة في الثقافة العربية للأفعال الذميمة، ونجده يتابع هجاءه بأسلوب قائم على المباشرة بالتعبير، فضلان بغل، وفلان لو يستطيع ما نفض الخلاء بخلا وشحًا، ونجد المعاني المألوفة حاضرة أيضا، فالعرب يقدمون الخيل على البغل، فكيف إذا عانى هذا البغل من الدير والخصاء؟ لا شك أنه وتبلغ السخرية أوجها في البيت الأخير في تصوير بخيل يشفق لبخله من أن ينفض الخلاء، وهي غاية البخل وغاية الحقارة والدونية، فأي مكانة بأدنى من ذلك، وأية منزلة أوضع من تلك ؟ . تاسعا - احتدم الصراع الطبقي والشعور بالعصبية القبلية، ما جر على الناس الحروب والويلات، ولعل موقعة مرج راهط لم تكن في حقيقتها إلا نتيجة لصراع القيسية واليمنية، وإن كانت في ظاهرها ذات وجه سياسي في الصراع بين الزبيريين والأمويين المروانيين، إذ خلفت هذه الحروب حزازات في النفوس لم يستطع الزمن أن يمحوها، وعادت بالعرب المسلمين إلى سيرتهم الأولى في الجاهلية، فعاشوا التفاوت بين المثال في تعاليم الإسلام، الذي يحارب العصبيات والدعوة الجاهلية،