تجد أطباء الأقسام الأخرى يتذكرون أهمية اختصاصنا ويتوجهون إلينا بأسئلة دقيقة: "لدي مريض يعاني تصلب العنق في غرفتي؛ هل يمكن أن يكون التهابًا سحائيًا؟" أو "ماذا أفعل بعدما تعرضت لرذاذ مريض سعل أمامي؟" أو "هل الإبرة التي ثقبت إصبعي تعرضت لعدوى التهاب الكبد الوبائي؟" أو "كيف أقي نفسي من الملاريا قبل مهمة علمية في نيجيريا؟". بعض هذه الأسئلة معقدة وقد تجبرك على العودة إلى كتبك للحصول على الإجابة الدقيقة، ولكنك على الأقل تعرف مصادر المعلومات. فهو ربما الملف الأبرز في كتب طب المناطق الحارة. اكتُشفت حالاته لأول مرة بين الشباب في سان فرانسيسكو ونُسب منشأه إلى إفريقيا. وسرعان ما اجتاح العالم ليصبح معضلة صحية عالمية. اليوم، استطاع الأثرياء الكشف عن سُبل الوقاية منه وعلاجه بينما يظل آفة كبرى في إفريقيا الفقيرة.في مصر تحديدًا، ومع ذلك، لا يقتصر مجال عملنا على ذلك فقط؛ فالدرن والأمراض المدارية والحميات جميعها ضمن نطاق هذا التخصص. ولذا ترى طبيب المناطق الحارة يضع لافتة على عيادته مكتوب عليها "مختص بأمراض الكبد والحميات".ومع استقلال العديد من المستعمرات السابقة عن الإمبراطورية البريطانية، لم تختفِ الحاجة إلى طب المناطق الحارة. تلعب منظمة الصحة العالمية دورًا جوهريًا كان يؤديه المستعمرون في الماضي.مؤخرًا، ظهرت فكرة تغيير المصطلح إلى "الطب الجغرافي" ليعكس المشاكل الصحية المحلية لكل بلد بدلًا من حصرها في المناطق الحارة فقط.