العلاج النفسي: على الرغم من أن هناك عديدا من أنواع العلاجات النفسية الإقناع التقويم العلاج السلوكي العلاج الجشتالتي، إلا أن العلاج النفسي الدينامي هو الذي يستخدم غالبا في حالات القسام: والعلاج النفسي الدينامي الذي يستخدم في حالات الفصام يختلف في عديد من النواحي عن التحليل النفسي الفرويدي بصورته التقليدية إن قد لا يتطلب أربع أو خمس جلسات أسبوعيا، وإنما يتم بخطة علاجية تحدد وفقا لاحتياجات المريض كذلك لا تلزم فيه أريكة التحليل النفسي إلا فيما ندر، وغالبا ما يجلس المريض على كرسي مواجها الطبيب الذي لا ينتظر عادة أن يبدأ المريض في الكلام تلقائيا وفقا لما يسمى بالتداعي الطليق فالطبيب يتدخل مرارا، فالتحليل النفسي الكلاسيكي الذي يهدف إلى إزالة القلق حتى يتمكن طرق العلاج الرئيسية مريض العصاب من الحركة والنمو، لا يناسب حالات الفصام، لأنه يضر أكثر مما ينفع. على أننا يجب أن ننوه بأن أي نوع من أنواع العلاج النفسي الدينامي إنما هو مشتق من الأصل الفرويدي، فقد كان فرويد أول من علمنا أن المرض النفسي لا يبدأ مع ظهور الأعراض الأولى بل له تاريخ طويل قد يمضي بعيدا حتى الطفولة الباكرة للفرد. والديناميات النفسية تعني دراسة القوى النفسية: فالأحداث التي حدثت في الحياة الباكرة، والطريقة التي مر بها المريض تلك الأحداث، كل ذلك يشكل العوامل أو القوى النفسية التي تؤدي إلى نتائج معينة، ومن مفارقات الأمور أن فرويد الذي فعل الكثير في سبيل فهم النفس البشرية وعلاجها كان هو الذي حث على عدم استخدام التحليل النفسي في حالات القسام، وربما كان فرويد أعظم من اشتغل في مجال النفس البشرية، ورغم ذلك، فقد سمع لنفسه أيضا مثل سائر البشر أن يقع تحت تأثير أفكار مسبقة أو تركيبات نظرية صاغها هو نفسه، فقد اعتقد فرويد أن القصامي لا يستطيع إقامة تلك العلاقة التي يلزم وجودها مع المعالج حتى يصبح العلاج الفعالاً، وذلك بسبب انسحابه من الواقع المحيط به ومن الناس خاصة. ففي أمريكا تجد هاري ستاك سولیفان،