بالعودة إلى األسئلة التي طرحناها في التمهيد نقول: إن اإلجابة على األسئلة المطروحة تصل بنا إلى استنتاج خالصة، ُتبتنى بالحد األدنى على أساس إسالمي وقرآني، أوًل، وذلـك بناء على األدلة العقلية واألدلة القرآنية، وبوجود عالم آخر ننتقل موته، فـإن البشرية ال تنتهي، تنتقل قبل قيام الساعة إلى عالم تنقسم الـحـيـاة مـا بعد الـمـوت، إلى مرحلتين: مرحلة وسطى ومرحلة كبرى، إن صح التعبير، ّ ـر الـعـامـة الطباطبائي صـاحـب تفسير الـمـيـزان - فـالـدنـيـا، عالم اآلخرة، ً يسمى بعالم البرزخ، ً فبين الحياة واآلخرة، إذ ُ ا، تـبـدأ مـن لـحـظـة مـوت ومرحلة البرزخ تتفاوت، بطبيعة الحال، لحظة موتهما، وال يزالون فيه حتى هذه اللحظة، بالتالي فمدة مكوثهم فيه أطول بكثير مما ستكون مدة مكوث أحدنا فيه. ولكن الجميع مآله إليه، كل الذين ماتوا والذين سيموتون يذهبون إلى عالم البرزخ، ًّ ا، ألنه ال يعلم ميقات الساعة إال الله سبحانه وتعالى. زمني شيئين، والـحـائـل بين شيئين. اآلخـــرة، يـحـول بـيـنـهـم وبـيـن اآلخـــرة بـانـتـظـار اإلذن اإللـهـي ويحيط بهم من كل جانب، لهم االنتقال إلى عالم اآلخـرة قبل تحصيل اإلذن اإللهي، فهو ثـم بـعـد الـبـرزخ تـأتـي الـمـرحـلـة الـثـانـيـة، الـكـبـرى واالنـتـقـال إلــى الـعـالـم األبــدي الـسـرمـدي، وهــذا الـخـلـق، ويـشـهـد الـنـاس مـا قــرأوه فـي آيــات الـقـرآن من مشاهد القيامة، چڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہہ 30 ))، ہ ہ ھ ھ چ الخالئق أجمعين ويأتي بها إلى صحراء المحشر للحساب وهنا تبدأ أحداث اآلخرة الكبرى أو القيامة الكبرى. االستدالل على وجود عالم البرزخ: بشكل أساسي على آيات الكتاب الكريم. ۅ ۉ ۉ ې * ې ې ى ى ئا ئا ئە ئە ئو ئوچ وتعالى أن ربـي ارجـعـون، علم أن الحياة انتهت، 48 101 كما تذكر الـروايـات، ّ اآلن يستشعر وقوع القدر المحتوم، فيتوس ُ ل أن يعطى فرصة الـعـودة. هـذا كله سابق على مرحلة اآلخـرة، مرحلة دخول الـجـنـة أو الـنـار، بـل هــذا األمــر يـبـدأ فـي مـرحـلـة االحـتـضـار، فيقول: { ھ ے ے * ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ}. ۅ ۅ ۉ ۉ ې}، ې ې ى ى} ُ عندما تحيا الخالئق من جديد { ئا ئا ئە ئە ئو ئو} ذهــبــوا إلـــى الـحـسـاب وإلى صحراء المحشر. بمرحلة انتقالية هي مرحلة البرزخ، ً صـراحـة ً عـلـى هـذا الـمـعـنـى. كما وهناك ن ِعرض عن ذكرها تفصيل في مراحل عالم البرزخ: بل يمكن الـقـول إن المسلمين يجمعون عليها مـا خـا ً بعضا قليًل ُ من أصحاب الرأي، َ َ ـلـكـيـن كريمين ّه، ونبي ورد عن اإلمام السجادQ ً أنه قال واعظ َ ا: »كأن قد أوفيت َ أجل َك َ ، وصرت إلى منزل ً وحيدا، وعن دينك الذي كنت َ تدين به، ]مـيـزان الحكمة، 3278 الحديث 16259[. كما وورد عن اإلمام الصادقQ ُدخل قبره أتاه منكر ّ ٍ عه سبعون ألف ملك إلى قبره، ّـك؟ ومـا دينك؟ ومـن نبي واإلسـا َّ م ديني، المجلس الثامن واألربعون، الر ُ لما يـسـأل العبد عنه فـي القبر يـقـول إمـامـنـا الصادقQ ُ :« يـسـأل الميت فـي قـبـره عن َّ تمامه«. ]الكافي، ّ ما يسأل عنه الميت في قبره ال ينحصر بالمسائل المحددة في هذه الرواية، بل الرواية كأنما ّه، والله العالم. ً تذكر ما يسأل عنه الميت مضافا إلى سؤاله عن ربه ودينه ونبي ّ ًّ ـه، فــإن أجــاب حقا عـن ديـنـه، عـن نـبـي فإنهما - بحسب الروايات - ّ يسلمانه إلى مالئكة النعيم؛ ًا أو تكلم بما يظهر سوء حاله إن تـلـك لحظة قاسية عليه مـا يـجـري فـي ذلـك القبر ومما َسأالن الميت: م في َ ً ـة ُ ال حلم فيها، وي َفس ُ ح له في قبره تسعة أذرع وي َفتح له ْ َ نـو َ رسـول الله، ّك وما دينك وما تقول في هذا الرجل الذي فيقوالن له من رب ً ً ا أبدا ُوي َفتح له باب إلى النار ويرى مقعده فيها«. ]الكافي، الحديث 7[، َ َ الله عينك ُ ، َ ي ُ َ قال له ال در بن فالن قال فيقول قد سمعت به وما أدري ما هو في كتاب »الجنائز«، ُ باب من النار فال يزال يتحفه من حر ُ »المسألة في القبر ومن ي ُ سأل ومن ال يسأل«، وغيرها من المرويات كثير. جـد ّ ا، يتحدد له على أساسها مصيره وفــي أي صــف هــو، صــف الـنـعـيـم - بـمـعـزل عــن أشـكـالـه وتفاصيله وعناوينه في البرزخ - أو صف الشقاء والعذاب في عالم البرزخ. هذا كله تذكره الروايات. هـي مـرحـلـة الـسـاعـات واأليــام األولــى فـي القبر. فاإلنسان منا عندما ينتقل من بلد إلى آخر أو من مدينة ّ ـر محيطه فـإنـه بـسـبـب تـغـي 35 ْ َس َ َو و ُ « ُّ ا التر َ َسَّد ُ فر ُ و هـو االنـتـقـال إلــى بـيـت الـغـربـة والـوحـشـة والــخــوف، بيت ً ا، حيث يـغـدو الـمـرء وحـيـدا غريب ً متروكا بـا ُ ناصر وال معين، ال يسمع كالمه إن تكلم، وال هي دار العجز المطلق، والفقر المطلق، ومـن هـنـا يظهر أن لــذاك الـعـالـم صـفـة الـكـاشـفـيـة عن ألن اإلنسان في الدنيا قد يخطئ الظن ويرى في والـغـنـى والـمـال والــجــاه، )) نهج الـبـاغـة، بـاب »كتبه ورسـائـلـه وعـهـوده ووصـايـاه«، الـكـتـاب رقـم :45 »مـن كتاب ًّنا. ثـــم أضـــف إلـــى مـــا مـــر - وهـــو مــمــا ذكـــرتـــه الـــروايـــات أو ما ي ّسم ّ ى بضمة القبر، ُ التي ال يستثنى منها إال قليلون بحسب الروايات ّ عـنـد الـسـنـة والـشـيـعـة وعـنـد عـمـوم المسلمين، ثـم بعد ذلـك - بـعـد مـجـيء المالئكة، وسـؤالـهـم المرء أو ضمة القبر كما ورد في بعض النصوص - من الثوابت في تعاليم الشريعة اإلسالمية، الصادقQ ُ عن حساب اإلنسان في القبر قال: »يسأل وهو مضغوط«. ]الكافي، الحديث 5[، ومـنـهـا جوابهQ ُ لـسـائـل سـألـه: »أيـفـلـت مـن ضـغـطـة الـقـبـر احـــد؟« حـيـث قـال: ّ »نعوذ بالله منها ما أقل ُ من ي ِفل ُت من ضغطة القبر«. ُ »المسألة في القبر ومن ي ُ سأل ومن ال يسأل«، الحديث 6[. اآلية . الـمـآل؟ إلـى أيـن سيذهب الـنـاس بعد ذلـك؟ لـأمـر هذا ولكننا سنستخرج منها القدر المتيقن والمشترك بينها، القدر المتفق عليه الذي وبعض الروايات الصحيحة. وثالثها فئة بينهما سنأتي على تناولها. الـمـائـكـة بـالـتـعـنـيـف والــتــوهــيــن والــتــعــذيــب، المختلف األشكال، قبل اإلجـابـة عـن الـسـؤال نقف على مـورد قـرآنـي يذكر گ گ ڳڳ ڳ ڳ ڱ ڱ} ي ّ لحق الله قوله هذا بتفصيل لمعنى سوء العذاب يقسمه فهم في العذاب وليسوا منه بخارجين. ل على ُ ولـكـن قـد يـسـأل عـن دلـيـل كـون الـشـق األول داًّ وعنه يجيب المفسرون والعلماء بأن القرينة األولى هي ذكر اآلية لمسألة الغدو والعشي، واآلية هنا ً فذلك ً تشير صراحة ً إلى العرض على النار صباحا ومساء )) سورة غافر، اآلية . اآلية . )) سورة غافر، اآلية . 46 39 السـاعة لمـا يقـع بعـد، وأن هـذا العـرض علـى النـار يحصـل ً قبـل قيـام السـاعة، فالنـاس يعرضـون علـى النـار صباحـا ً قبـل قيـام السـاعة، يقـول فحينهـا { ہ ہ ہ ھ }. بل الكالم قاتلوا رسـول الله P، وبحسب تعبير الـروايـات: تشمل كنيته األصلية أبو الحكم إال أن الرسول P ّ كن ً اه بأبي جهل إثر قتله امرأة ً عجوزا )) هو عبد العزى بن عبد المطلب، كنيته األصلية أبو عتبة نسبة إال أن أباه عبد المطلب لقبه بأبي لهب لوسامته وإشراق وجهه. أول من جهر بعداوته لإلسالم عندما جهر النبي P ُ بدعوته. المسد، المسد، *گڳڳڳ*ڱڱڱ*ںںڻڻڻ} ]سورة 40 ً وظلمه محض ً ا، وطغيانه محض ً ا، ألنه اختار الدنيا ملك القصر والنعيم والملك والزبانية والناس، ينتهي بعد الموت، ُ اآليـة هـذه يستدل بها على مسائل عـدة، )) تشير جملة من الروايات الواردة عن أهل البيتR إلى مسألة أن سؤال الملكين وهما الفئتان األوليان اللتان يشير إليهما المؤلف. َُل في القبر إال من من ذلك ما ورد عن أبي عبد الله الصادقQ ُ أنه قال: »ال يسأ َ َح َض الكفر م ُ »الجنائز«، وما ورد َ ْح ًضا وأما َ َح َض اإليمان م َُل في قبره م ما سوى ذلك فيلهى عنهم«. ]الكافي، كتاب »الجنائز«، ي ُ سأل ومن ال يسأل«، وما ورد عن أبيه الباقرQ ُ :« إنما يسأ ]الكافي، َ َح َض اإليمان م ّ على وجود نار برزخية غير جهنم المعروفة، ُ الـعـذاب في عالم الـبـرزخ ال يقاس بالعذاب المنتظر يوم )) ّ ُ نا ال تِق ُ م لنا الساعة، وال تنجز لنا ما وعدتنا، وال ت ِلحق آخرنا بأو عليها يقولون رب ميزان الحكمة، الجزء ، )) وهو ما ورد عنهQ ُ أنه قال: »أرواح المؤمنين في حُجرات في الجنة، يأكلون من ّنا أقم لنا الساعة لتنجز لنا طعامها، ويقولون رب ما وعدتنا«، ]انظر، الجزء ، 1 الحديث 1689[. فتشمل بحسب الروايات ً الناس اإليمان محضا، ً ومنهم أيضا الشهداء - الذين سنقف قليًل على ذكر أحوالهم بحسب آيات القرآن - فهؤالء - الفئة الثانية - ال نقاش في أنهم ي ّنعمون من لحظة انتقالهم األولى عن هذه الدنيا، هم ينتقلون الـبـرزخ بـيـان لطيف نستند إلـيـه فـي هـذا الـمـورد. فـي خـطـاب مـوجـه لـلـنـاس مـن عـصـر نـبـي اليوم وحتى قيام الساعة، )) سورة البقرة، 154 تربوي إرشادي - ً نهي الناس عن اعتبار هؤالء أمواتا كغيرهم، بل المعنى أبعد من ذلك، ومــن األمــن والنعيم والـجـنـان وغـيـره الكثير. ہ } ورفاقهم وأحبائهم وأصحابهم الذين ما زالوا في دار الدنيا، )) سورة آل عمران، اآلية . 170 اآلية . 44 َـن، مـحـجـوبـون غـافـلـون نــاســون. ہ ھ ھ ھ ھ )) ويـطـمـئـنـون عليكم سـتـواصـلـون بـأنـكـم طريقنا ے ے} ُ وسترزقون إن شاء الله الشهادة كما ر ڭ ڭ ڭ ۇ ۇۆ ۆ ۈ ۈ ٷ ۋ ۋ ۅ )) ۅ ۉ ۉ } وبعد أن طوينا الكالم عن الفئتين األولى والثانية نصل إلى الكالم عن بقية الناس. وقد اختلفت في شأن هؤالء الروايات وآراء العلماء، حتى داخـل المذهب الـواحـد. ًّ ً ا محتاج ٍ ا لكثير من النقاش، ًّا عقائدي إلى إعطاء نتيجة حاسمة بل سأكتفي بعرض بعض اآلراء. )) سورة آل عمران، 170 اآليات 170 - . 45 ُ الـنـاس بـعـد أن يـسـألـوا - ويـأخـذوا الـوجـبـة األولــى إن صح ّ التعبير مما يـجـري عليهم فـي القبر مـن الـضـمـة والضغطة واالستبشار أو الغضب - ُ فإنه يلهى عنهم، وال يعود للمالئكة ولكنهم ال يوضحون معنى ذلك تفصيًل. الـمـيـت إن كــان مــن أهــل الــصــاح دون مـسـتـوى الـفـئـة َ َ ـحـضـوا اإليـمـان( فـإنـه يـنـام وتفتح المالئكة الثانية )مـن م ً عـلـى قـبـره نــافــذة أو بــاب حـيـنـهـا - يـنـام وال يـسـتـيـقـظ إال عـنـد الـنـفـخ فـي الـصـور، َ َح ُ ضوا الكفر( فإنه ي ُ فتح على قبره كـو مـن م ويطاله شيء من نارها وحرارتها وظلمتها. األولـى أو الثانية، ّ ّ ا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، لكن ً هناك فارقا في مستوى عذاب هؤالء أو نعيمهم، فعذابهم دون عذاب الفئة األولى ونعيمهم دون نعيم الفئة الثانية. ُ أهـل الفئة الثانية )كالشهداء واألنـبـيـاء( هـل ي ّنعمون في ُ قبورهم بـأن تـحـو ّ الثالث، أو أن ً هناك جنان ً ا برزخيةُ ي ّ حشرون إليها ويتنعمون أم ُ في قبورهم بأن تحو ً هذا التفصيل هناك روايات وآراء وأقوال مختلفة أيضا. ما أريد اإلشارة إليه في هذه النقطة هو أنه، الــرأي الـثـالـث - أنـا مـثـًا اآلن أعـتـبـر نـفـسـي إن شـاء الـلـه أعـتـبـر نـفـسـي مـن عـام فبالنسبة لي هناك احتمال أن يلهى عني ً ً ا مع الوضع البرزخي مختلف ّ الموت ولكن متناسب وكلنا بالتالي سيبلغ البرزخ، وسيصل إلى القبر الذي سيلبث اآلية . إذا، فـاالحـتـمـال الـثـالـث روايات، فما الذي جهزناه وما الذي ّحضرناه له؟ ً وســنــأتــي الحــقــا عـلـى تــنــاول الـقـيـامـة الــكــبــرى والـحـيـاة األبدية هناك - هذا القبر، بيت الـوحـدة، بيت الوحشة، بيت الـدود، ّ والوهن، والجوع، والفقر، ً له؟ هذا السؤال الكبير الذي يتطلب منا كأفراد وأيضا ّـل ونـــدرس ونـخـطـط ّ كـجـمـاعـات أن نـجـلـس ونـفـكـر ونـتـأم ونـبـرمـج ونـعـمـل ونـتـابـع فـي الـلـيـل وفـي الـنـهـار، كــل دقـيـقـة وكــل ثـانـيـة وكــل لـحـظـة وكــل يــوم مــن عـمـرنـا كما نعمل على فـي العمل للتهي الجهوزية للحرب، 49 وكـمـا نخطط لـلـزواج وللعلم وكيفية الحصول مثلما يأخذ كل ذلك منا هذا الوقت وهو عـمـل لـسـنـوات قـلـيـلـة فـي دنـيـا فـانـيـة، فـالـذي يـسـتـحـق الصالح هو الذي يبقى معنا منذ اللحظة األولى. وقد ورد في خبر مروي عن أهل بيت العصمةR((( ً المال واألوالد والعمل، فيلتفت إلى ماله ويقول له: كنت حريصا على جمعك وأضرب البر وأغمضت في مطالبها وتحملت الشدائد والمكاره لحفظ شؤونكم وقضاء فإني اليوم محتاج إليكم فأعينوني بما تستطيعون، فإذا واريناك رجعنا إلى قصورنا ومكاننا ومنازلنا. فاآلن بقيت وحيد ً ا فريد ِ ا فال مال يعينني وال ولدي يدافعون عني فماذا أنت تصنع بي؟ فيقول: أنا معك وال أفارقك في أي مكان تنزل، فأنا أمامك وقرينك وأنيسك، ]انظر، 50 حين االحتضار - فيقول له أنت الذي صرفت عمري في فأنا اآلن في مصيبة وأمامي رحلة طويلة فما الذي سأحصل عليه منك؟ فيقول لـه مـالـه: ستحصل مني على الكفن، ُسأل عن هذا المال من اإلنسان سي مـن الـحـال أو مـن الـحـرام، إلى أوالده وعياله، أحبائه، وأعـلـمـكـم وأربـيـكـم، وكـنـت أحملكم ّ عك إلى حفرتك - ًإذا ال يناله منهم إال أن يحملوه وال يتركوه فـي الـشـارع لتنتشر رائحة ٌ جسده. ثم بعدها يأتيه أحد فيسأله: من أنت؟ هذا بعد أن يتركه ماله وأوالده وأحبابه وأهـلـه، ويلتصق به ال يريد تركه، فيسأله من أنت وما عالقتك بي وأين رأيتك؟ هل أعرفك أم ال؟ فيقول له: نعم، أنا عملك، 51 ً وعـون ً ـا وحـرز ً ا وقـوت ً ـا وغـوثـا. من ظلم ٍ وطـغـيـان وفـسـاد ومــعــاص وقـبـائـح وذنـــوب، فـالـلـه وحـده المستعان على هذا القرين الذي لن يغادر صاحبه إلى ما فـي الـخـتـام نـقـول - فـي هـذا الـشـق األول - ّإنـــا نؤمن بوجود عالم برزخي، وحياة برزخية، ً نعيمها طبع ُ ا ال يـقـاس بـه أي نعيم فـي الـدنـيـا وعذابها ُال يـقـاس بـه أي عـذاب فـي الـدنـيـا، نعيم اآلخـرة وعذابها أعظم مـن ذلـك بكثير. العالم الذي ينتهي عند قيام الساعة له موازينه وقوانينه فحتى مـع الـقـول بمبدأ بشفاعة األنبياءRللمذنبين والعاصين وبشفاعة أهل البيتRوبشفاعة الشهداء )رضوان الـلـه تـعـالـى عـلـيـهـم( - ونـحـن مـمـن يـؤمـن بـأن هــؤالء لهم الشفاعة لغيرهم - أقول حتى مع اإليمان بمبدأ الشفاعة فيها مبدأ الشفاعة،