قد يكون التّسبيح بمعنى الصّلاة والذّكر، فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (الصافات/ ١٤٣) أراد من المصلّين قبل ذلك، وقيل: إنّما ذلك لأنّه قال في بطن الحوت: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (الأنبياء/ ٨٧) وقوله: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (الأنبياء/ ٢٠) يقال: إنّ مجرى التّسبيح فيهم كمجرى النّفس منّا لا يشغلنا عن النّفس شيء. يقال: فرغ فلان من سبحته أي من صلاة النّافلة، سمّيت الصّلاة تسبيحا لأنّ التّسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كلّ سوء، قال ابن الأثير: وإنّما خصّت النّافلة بالسّبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التّسبيح، فقيل لصلاة النّافلة سبحة لأنّها نافلة كالتّسبيحات والأذكار في أنّها غير واجبة، فمنها: «اجعلوا صلاتكم معهم سبحة» أي نافلة، وسبحة الله: جلاله. وقال ابن عرفة الملقّب بنفطويه في قوله تعالى: ٩٦) أي سبّحه بأسمائه ونزّهه عن التّسمية بغير ما سمّى به نفسه. وكلّ من دعا الله بأسمائه فقد أطاعه ومدحه ولحقه ثوابه.