لقد تناول المستشرقون من علماء أوروبا الإسلامَ والمسلمين بالدراسة من نواحٍ مختلفة؛ وكان منهم مَن مَلَكَه الهوى فأضلّه على جهلٍ أو علْمٍ، حين ذاعت ثقافة الشرق والإسلام في أوروبا، وحين أخذ الغربُ يبسطُ سلطانَه باسم الاستعمار والإمبريالية على الشرق والبلاد الإسلامية بشكل عام؛ محاولين تعرُّفَ سِرّ حيويته ومستجلين أسباب بقائه. وتدفعهم عوامل مختلفة إلى احتمال مشاقّ البحث وعنائه؛ وإن ألَّفَ بينهم جميعًا الاهتمامُ المشترك بالحضارة العربية الإسلامية في مختلف تجلياتها الفكرية والمادية. وقد انصب اهتمامهم في بداية الأمر على كتب المغازي والسِّيَر والتاريخ، والفقه وأصوله ومذاهبه من حنفية ومالكية وشافعية وحنبلية،