2. الانتباه انتبه الفلاسفة والعلماء منذ القدم إلى أهمية موضوع الانتباه على أنه عنصر هام في عملية بناء المعرفة، ويع د عالم النفس الأمريكي وليام جيمسWilliam James في العصر الحديث) 2481-2121(، أول من اهتم بدراسة عملية الانتباه بطريقة موضوعية، واعتبرها إحدى الظواهر النفسية المهمة في السلوك الإنساني. فكل ما ندركه أو نعرفه أونتذكره ماهو إلا نتاج لعملية الانتباه. الذي أ لف كتاب "الإدراك والتواصل " الذي تض من نظريته، والفكرة الرئيسية في نظرية برودبنت أن العالم يتضمن مثيرات عديدة تفوق الإمكانات الإدراكية المعرفية للإنسان، العوامل المؤثرة فيه، 2. 2. تعريف الانتباه  يؤكد سترنبرغ(Sternberg, 2003) أن الانتباه هو القدرة على التعامل مع كميات محدودة من المعلومات منتقاة من كم هائل من المعلومات التي تزودنا بها الحواس أو الذاكرة. إن الانتباه هو تهيؤ ذهني معرفي انتقائي تجاه موضوع الانتباه.  يشير سيروفE. وكذا الاحتفاظ ببعض المعلومات التي تخضع لمستوى عالي من المعالجة في ذاكرة العمل أو في الوعي. في ضوء هذه التعاريف، يع د الانتباه قدرة تركيز الذهن على موضوع أو مثير محدد، التفكير، اتخاذ القرار، حل المشكلات أي على النشاط الذهني بوجه عام. الرائحة. والداخلية )الفكر La pensée(، ومن تم عمليات الاحتفاظ والاسترجاع . 2. 2. أنواع الانتباه يتم التمييز في علم النفس المعرفي بين العديد من أنواع الانتباه سنركز على ثلاثة منها فقط: L’attention sélective الانتباه الانتقائي .  تعريفه: قدرة الاحتفاظ على تركيز الانتباه على موضوع أو مثير معين بالرغم من وجود عناصر مشوشة، نوظف هذا النوع من الانتباه حينما نختار انتقاء ومعالجة معلومة تستجيب لاهتماماتنا مع كبح المعلومات )المشوشة( التي لا صلة لها بالمهمة المراد إنجازها. فحين مشاهدة جزء محدد من صورة ما نركز انتباهنا على ذلك الجزء فقط، ـ اختبار البحث البصري: يُطلب من المشارك رؤية مجموعة من العناصر)حروف و أشكال( على الشاشة، المطلوب منه تحديد بأكبر سرعة ممكنة العنصر المستهدف من بين العديد من العناصر المشتتة للانتباه والتي تشبه العنصر الهدف الذي يتم البحث عنه، ـ اختبار ستروب: يتكون من ثلاث بطاقات )زمن إنجاز الاختبار بالنسبة لكل بطاقة هو 89 ثانية( البطاقة 2: قراءة الكلمات، البطاقة 1: تسمية الألوان، ونطلب منه قراءة الكلمات من اليمين إلى اليسار وبأكبر سرعة ممكنة. إذا أخطأ له الحق في تصحيح الخطأ قبل المرور إلى السطر الثاني )قبل التطبيق نوضح له التعليمة من خلال مثال(  نضع البطاقة )ب(أمام المفحوص ونطلب منه تسمية ألوانها من اليمين إلى اليسار وبأكبر سرعة ممكنة )نتبع نفس التعليمات الواردة في اللوحة الأولى  نضع البطاقة )ج( أمام المفحوص ونطلب منه تسمية ألوان الكلمات المكتوبة بلون حبر بدلا من قراءة الكلمات )ضبط التداخل بين قراءة الكلمة وتسمية لون الحبر عبر كبح الكلمة وتسمية لون الحبر( مثلا كلمة أحمر مكتوبة بحبر أخضر، المطلوب قول بأكبر سرعة ممكنة لون حبر الكلمة )أخضر( مع كبح كلمة أحمر. وفي الشرط الثالث تسمية لون حبر كلمات الألوان مثلا كلمة أحمر مكتوبة بحبر أخضر، المطلوب تسمية بأكبر سرعة ممكنة لون حبر الكلمة )أخضر( مع كبح كلمة أحمر . 2. الانتباه الممتد أو المستمرL’attention soutenue  تعريفه: هو قدرة الحفاظ على مستوى كاف من الفعالية في الانتباه أثناء التعاطي مع مهام ومواقف رتيبة تطول مدتها، وهذا المستوى من التيقظ يسمح بمقاومة هذه الرتابة والحرص على عدم الدخول في شرود الذهن أو السهو .  اختبارات تقييم قدرة الانتباه الممتد: توجد العديد من الاختبارات لتقييم قدرة الانتباه الممتد من بينها: اختبار التركيز واليقظة ـ اختبار التركيز: مهمة البندول لـ La tâche de la pendule MacWorth المطلوب من المشاركين ملاحظة حركات رقاص الساعة الذي يقوم بحركة في كل ثانية، من وقت لآخر يقوم بحركتين في ثانية واحدة أو حركة في ثانيتين، على المشاركين الضغظ على الزر بأكبر سرعة ممكنة للإشارة إلى أن الإبرة لا تتبع الحركات المنتظمة. يوظف الانتباه الموزع في مختلف أنشطة الحياة اليومية مثلا في حالة قيادة السيارة وسماع الراديو في نفس الوقت. المطلوب من المشارك الضغط على زر السهم الأيسر عندما يكون الشكلين متطابقين ومن نفس اللون، والضغط على زر السهم الأيمن عندما يكون الشكلين غير متطابقين وليسا من نفس اللون. هناك سيرورتان تسمحان بتفعيل الانتباه: دافعيته، توقعاته(، حل مسألة رياضية.  السيرورات الصاعدة Bottom-up: على عكس السيرورات النازلة، تفرض المثيرات الخارجية نفسها على الفرد أي تجذب بعض المثيرات انتباهه تلقائيا وبشكل غير إرادي، فهي عبارة عن معالجة معرفية توجهها المعطيات والمثيرات التي يتم استقبالها من المحيط )مثل الضجيج العالي، صوت مفاجئ، موسيقى معروفة. العوامل المؤثرة على سيرورة الانتباه توجد العديد من العوامل التي تؤثر على سيرورة الانتباه، فتجعل الفرد ينجذب لمثيرات دون أخرى، 2. عوامل خارجية تتعلق بطبيعة المثير الحس ي المراد الانتباه إليه وتشمل: • شدة المنبه: الأضواء الزاهية، الأصوات العالية، الروائح النفاذة تجذب الانتباه أكثر من الأضواء الخافتة والأصوات والروائح الضعيفة أو الخافتة. فكلما تكرر المنبه جذب انتباه الناس إليه فمناداة الشخص باسمه مرة واحدة قد لا يلفت انتباهه، • تغير المنبه: انقطاع المنبه أو تغيره في الشدة يجذب الانتباه، وكلما كان التغير مفاجئا زاد أثره، فنحن لا نشعر بدقات الساعة في الحجرة، أو كالسيارة التي تسير على صوت معين وفجأة يحدث فيها خلل فيتغير صوت المحرك، فهنا يركز السائق انتباهه إلى هذا الصوت الجديد الذي حدث فجأة. زغلو ل، فهو يجذب الانتباه مثل وجود نقطة بيضاء وسط نقطة سوداء. • حركة المنبه: المنبه المتحرك يجذب الانتباه أكثر من المنبه الساكن أو الثابت، فرسم الدارة الكهربائية على السبورة أقل جذبا للانتباه من بناء دارة ووضع مصباح يثبت مرور التيار منها فعليا. • موضع المنبه: فكلما كان المنبه في موضع سهل الرؤية أو السماع، كلما كان مثيرا للانتباه. • حداثة المنبه: إن المنبهات الحديثة )الجديدة( غير المألوفة، تجذب انتباه الفرد أكثر من المنبهات المألوفة. 2. العوامل الداخلية المرتبطة بالفرد ومن أهمها: محمد بدر 2111(.  الميول المكتسبة: تؤثر ميول الشخص على ما يجذب انتباهه، فمثلا الطبيب تجذب انتباهه الأمراض وكل المواضيع المتعلقة بمجاله.  الدو افع: الفرد غالبا ما يوجه انتباهه إلى المثيرات التي تشبع دوافعه. فانتباه الشخص لموضوعات معينة في البيئة المحيطة يتحدد من خلال ميوله ودوافعه، فعند سماع أغنية مثلا نجد أن الشخص الذي لديه ميول شعرية ينتبه إلى كلمات الأغنية بينما نجد الشخص الذي يهوى الموسيقى ينتبه إلى لحنها.  السن: تؤثر المرحلة العمرية للفرد على قدرته على الانتباه. 2.2. فنظرا لتعدد النظريات التي اهتمت بالانتباه سنركز في هذا المحور على بعض النظريات المفسرة للانتباه الانتقائي حيث سننطلق في بادئ الأمر من إحدى النماذج الكلاسيكية نموذج برودبنت Broadbent )نظرية مصفاة الانتقاء المبكر(، نموذج تريسمان Treisman )نظرية مصفاة التخفيف( ، ونمودج دوتش ودوتش Deutsh & Deutsh )نظرية الانتقاء المتأخر. 2.2. نظريات الانتباه الانتقائي  نموذج دونالد برودبنت Donald Broadbent )نظريةالمصفاة الانتقائية:( وقد ركز في نموذجه بالأساس على البعد الانتقائي للانتباه، وكان يهدف إلى تحديد ما إذا كان الإنسان قادر على الانتباه لعدة رسائل في نفس الوقت اعتماد تقنية الاستماع المزدوج(، فكان النموذج المقترح من طرف برودبنت كما هو موضح في الخطاطة التالية: Donald Broadbent نظرية مصفاة ا لانتقا حيث يُ طلب من المشاركين سماع رسالة صوتية أساسية )مسجلة( في الأذن اليسر ى، وفي نفس الوقت تقدم رسالة ثانوية في الأذن اليمنى، تتمثل المهمة المطلوبة من المشاركين في إعادة الرسالة الأساسية بعد سماعها. o تدخل في البداية المعلومات عبر القنوات الحسية )الأذن اليمنى واليسر ى( بطريقة متوازية، الكل في وقت واحد. o ثم تخز ن المعلومات لمدة وجيزة في السجل الحس ي. تح ل ل المعلومات على أساس خصائصها المادية الفيزيائية( ، إذ يتم انتقاء المعلومات التي لها صلة بالمهمة )الرسالة الأساسية(، وتكمن أهمية مرحلة مصفاة الانتقاء في أنها تحمي المراحل التالية من زيادة تحميل المعلومات. o ت ع بُ ر بعد ذلك المعلومات المنتقاة )الرسالة الأساسية( إلى قناة محدودة السعة تتم فيها عملية التحليل الإدراكي حيث تبدأ في معالجة المعلومات وتحليلها دلاليا، فالمعالجة الدلالية إذن يتم تنفيذها بعد انتقاء المصفاة الرسالة التي تم الانتباه إليها، ثم تصل المعلومات بعد ذلك بشكل واضح للوعي أي للذاكرة اللعاملة لاختيار الاستجابة. رغم أهمية نموذج برودبنت الذي تمت صياغته في شكل مراحل لمعالجة المعلومات، وهو أمر لم يتفق معه العديد من الباحثين أمثال موراي Moray وترسمان Treisman حيث وضحا بأن الأشخاص يعرفون في بعض الأحيان أن أسماءهم تمثل جزءا من الرسالة الثانوية. إلا أن الاختلاف بينهما يكمن في تأكيد ترسمان بأن المعلومات غير المقصودة أو غير ذات صلة بالمهمة يمكن أن تعالج داخل نظام معالجة المعلومات(Onyia, 2008) ، ولا يتم التخلص منها نهائيا كما يذهب برودبنت، فالمعلومات غير المقصودة يحدث لها إضعاف وتخفيف، تمر المعلومات المقصودة إلى قناة محدودة السعة للمعالجة الدلالية . Strayer & Drews, 2007) عملت الباحثة تريسمان )عالمة النفس البريطانية( على إعادة نفس التجربة السابقة التي أجراها برودبنت مع إضافة اسم المشارك في مضمون الرسالة الثانوية، وهذا يعني أن المصفاة الانتقائية تم اختراقها، الأمر الذي دفع تريسمان إلى اقتراح نموذج آخر يتماش ى مع النموذج الأول في بنائه العام، لكن يختلف معه في طبيعة المصفاة )مصفاة التخفيف( كما هو موضح في الشكل التالي: يقوم هذا النموذج على فكرة أن الانتباه يخفف من الرسالة الوافدة إلى الجهاز المعرفي ولا يمنعها من المرور بشكل نهائي، ومن تم فالاختلاف بين النظريتين )نظرية برودبنت، ونظرية ترسمان( يكمن في كون النظرية الأولى لا تسمح بمرور أية معلومة لا ينتبه إليها الجهاز المعرفي، أي أنه يسمح بمرورها، ولكن بجودة أقل.  نموذج دوتش ودوتش Deutsh & Deutsh )نظرية الانتقا المتأخر( يدافع الباحثان دوتش ودوتش في نموذجهما عن فكرة أنه لا وجود لانتقاء مبكر للمعلومات، ثم تخضع جميعا لعملية التحليل الإدراكي، وهو انتقاء متأخرا لحسم التنافس بين البدائل الممكنة للاستجابة وكبح الاستجابات غير المتصلة أو غير الملائمة للمهمة، رغم اتفاقها مع برودبنت على أن ا لانتقاء يتم مبكرا، فالنظام يسمح بولوج المعلومات والانتقاء لا يتم إلا في مرحلة متأخرة بعد التحليل الدلالي. 2.2. لا بد أن يعاني الفرد 1 أعراض من الأعراض 1 التي سنأتي على تقديمها لمدة 1 أشهر على الأقل لدرجة لا تتوافق مع المستوى النمائي والتي تؤثر سلبا وبشكل مباشر على أنشطته الاجتماعية والدراسية والمهنية. مثلا إهمال، أو قراءة نص طويل. 1. غالبا ما يبدو غير مصغ عند توجيه الحديث إليه مباشرة. 8. غالبا لا يتبع التعليمات، أو الواجبات المهنية )يبدأ المهام مثلا ولكنه يفقد التركيز بسرعة، كما يتلهى بسهولة. صعوبة الحفاظ على الأشياء والمتعلقات الشخصية كتنظيم وثائقه وأغراضه، 7. غالبا ما تضيع منه أغراضا ضرورية لممارسة عمله أو أنشطته )مثلا ا لأدوات المدرسية، والوثائق ، 1. كثير النسيان في الأنشطة اليومية )مثلا الأعمال الروتينية االيومية، للمراهقين وعند البالغين ، والدراسية، 2. غالبا ما يحرك يديه أوقدميه أويتلوى في مقعده . 1. غالبا ما يركض أو يتسلق أي ش يء في وضعيات غير ملائمة )قد يقتصر الأمر عند المراهقين أو البالغين على إحساسات الشعور بالانزعاج( 9. غالبا ما يكون متحفزا أو يتصرف كما لو أنه "مدفوع بمحرك" )لا يرتاح للثبات أ الهدوء في أي ش يء معين لفترة مطولة ، يشعر بعدم الراحة في المطعم،