يُحْكَى أَنَّ وَلَدَيْنِ طَمَّا عَيْنِ كَانَا يَتَنَزَّهَانِ فِي طريق بين البساتين الجميلة، وَبَينَمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَحَدَّثَانِ، مَرَّ بِهِمَا فَلَاح يَجْرُ حِمَارَهُ،كَانَ الفَلاحُ كَرِيمًا . فَلَمَّا شَاهَدَ الوَلَدَيْنِ سَلَّمَ عَلَيْهِمَا، وَقَدَّمَ لَهُمَا التَّفَاحَةَ وَمَضَى مُسْتَعْجِلًا، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُمَا صَدِيقَانِ يُحِبُّ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ . وَأَنَّهُمَا سَيَتَقَاسَمَانِ التَّفَاحَةَ بِالتَّسَاوِي.قَالَ الوَلَدُ الَّذِي تَنَاوَلَ التَّفَاحَةَ: إِنَّهَا لِي وَقَالَ الْآخَرُ: إِنَّ الفَلاحَ أَعْطَانَا إِيَّاهَا جَمِيعًا. وَلَو أَعْطَاكَهَا وَحْدَكَ لَقَالَ: هِيَ لَكَ، وَتَنَازَعَا طويلًا وَكَانَ كل واحد مِنْهُمَا يُرِيدُ الاسْتِثْثَارَ بِهَا دُونَ الآخر.اتَّفَقَا أَنْ يَحْتَكِمَا إِلَى أَوَّلِ إِنْسَانِ يَمُرُّ بِهِمَا، وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَانَ يُفَكِّرُ بِحِيلَةٍ لِيَأْخُذَ التَّفَاحَةَ كُلَّها لِنَفْسِهِ. وَأَخَذَا يَتَشَاجَرَانِ وَيَتَعَارَكَانِ وَحَاوَلَ كُلُّ كُلِّ مِنْهُمَا التِقَاطَهَا أَثْنَاءَ الشَّجَارِ، وَلكِنَّ التَّفَاحَةَ سَقَطَتْ ) فِي النَّهْرِالقَرِيبِ مِنْهُمَا.مَرَّ عِنْدَ ذلِكَ رَجُلٌ فَصَلَ بَيْنَهُمَا وَسَأَلَهُمَا عَنْ سَبَب الخلاف، فَلَمَّا قَصَّا عَلَيْهِ القِصَّةَ وَهُمَا يَتَأَلْمَانِ، ضَحِكَ مِنْهُمَا وَقَالَ : هَذَا جَزَاءُ الطَّمَع ،