أما الطائفة الأولى وهي قبائل غمارة، إلى وادي نكور بالقرب من المتزمة أو الحسيمة الحالية شرقاً، وتمتد بلادهم جنوباً إلى قرب فاس. وكانت غمارة فرعاً من قبائل مصموده، ويفهم من كلام المؤرخين أن عدداً كبيراً منها قد وفي ذلك يقول ابن خلدون وصاحب كتاب الاستبصار: كان غمارة هؤلاء، وتنبأ فيهم انسان يعرف بحاميم بن من الله، ولقب بالمفتري – وفي رواية أخرى بالمقتدي. ولعلها هي الأصل ثم حرفت إلى المفتري – والجبل الذي تنبأ فيه ينسب اليه، وهو جبل حاميم على مقربة من تيطوان، وأجابه بشر كثير من غمارة وأقروا بنبوته، ووضع لهم قرآناً بلسانهم (أي البربرية). بأحوار طنجة في حروب له مع قبائل مصمودة الساحل على حد قول البكري وابن خلدون، على حد قول صاحب الاستبصار وصاحب مفاخر البربر وعلى الرغم من انقضاء أمر هذا المفتري في القرن الرابع الهجري، قد استمرت في غمارة حتى مجيء المرابطين في القرن الخامس الهجري. فابن خلدون يشير إلى متنبىء آخر ظهر في غمارة بعد حاميم اسمه عاصم بن جميل البردعوي. أن أحد أولاد حاميم واسمه عيسى، كان لا يزال مبجلا في قومه غمارة، وأن الاباحية بين النساء كانت مطلقة وأن رجالهم كانوا يربون شعورهم كالنساء ويتخذونها ضفاير، ويطيبونها ويتعممون بها.