وكما تأخرت الكتابة عن اللغة كذلك تاخر البحث في اللغة ولم ينظر الانسان في لغته نظرة علمية الا بعد اصاب حظا من النضج مكنه من البحث فيها ومعرفة حقيقتها ومعنى ذلك ان ممارسة اللغة شي ومعرفة كنهها شي اخر فمن يشعل النار من بسطاء الناس لايعرف كنه هذه الحادثة الطبيعية وصلتها ببقية الحوادث الطبيعية ولا يعرف كل من يستخدم مرافق الطبيعة كنه هذه المرافق وكذلك استعمال اللغة فانه لايقتضي معرفة كنه هذه اللغة وخصائصها والقوانين التي تسير بحسبها اذ المعرفة التي نريدها هنا معرفة علمية تتناول قوانين اللغة واسرارها في حين تن معرفة من يستعملونها معرفة سطحية كمعرفة اجسامنا ومجتمعنا والطبيعة التي نعيش فيها وليس البحث في اللغة بدعاً من المواد والظواهر الاخرى المحيطة بالانسان او المتعلقة بحياته او جسمه فالانسان يتنفس منذ وجد ولكن معرفته الحقيقية بالجهاز التنفسي وتفاصيل عمله تعد من الحقايق التي جاء بها البحث الحديث وقل مثل ذلك عن استعمال الانسان الماء واستفادته منه طوال العصور ولكن التحليل العلمي الماء ومكوناته وخصائصه عمل علمي لايعرفه من يستخدم الماء او يشربه