ظهرت الأفكار التي تؤيد الملكية العامة منذ زمن قديم مع نشوء المجتمع الطبقي، فكانت تعبيرا عن رغبة الطبقات المضطهدة في الخلاص من الظلم والاستغلال نحو حياة أفضل، ومع بداية القرن الثامن عشر بدأت الأفكار الاشتراكية تتبلور بشكل أوضح ويصبح لها منظرين. وكان هذا التطور نتيجة للثورة الفرنسية (1789)، والتي جسدت الآمال في الحرية، والتخلص من استغلال الملكية الإقطاعية، وانتهت الثورة بالقضاء على الحكومة الملكية، ولكن بعدها ظهرت طبقة حاكمة جديدة ليستمر اضطهاد الجماهير تحت شعار الديمقراطية البرجوازية، ولكن لما كان من غير الممكن تحقيق ديمقراطية حقيقية مع الاستمرار في وجود من يملك، وبالتالي يحكم ويتحكم في أقدار الآخرين، فسرعان ما ظهر لجماهير الكادحين أن الثورة لم تحقق آمالهم. أما الثورة الأخرى التي كان لها أكبر الأثر في تطور الأفكار الاشتراكية فكانت الثورة الصناعية في إنجلترا في القرن الثامن عشر، والتي كانت نتيجتها الفعلية المزيد من الشقاء لآلاف العمال من الأطفال والنساء والرجال الذين أصبح عليهم أن يعملوا في المصانع لمدد تصل إلى 14 – 16 ساعة يوميا، ورغم تطور الإنتاجية وتحقيق الوفرة المجتمعية إلا أن الوضع استمر في وجود طبقة حاكمة تملك وسائل الإنتاج الرأسمالية (الثروة)، وبقاء الأغلبية في الفقر. ولذلك تطورت الاشتراكية لمعارضة تجاوزات الفردية الليبرالية والرأسمالية، في ظل الاقتصادات الرأسمالية المبكرة خلال أواخر القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث شهدت أوروبا الغربية الإنتاج الصناعي ومضاعفة النمو الاقتصادي بوتيرة سريعة، وارتفعت الثروات بسرعة إلى بعض الأفراد والأسر، بينما ازداد آخرون فقرا، مما أدى إلى عدم المساواة. ونتج عن هذا النمط الرأسمالي حالة استقطاب داخل المجتمع، أظهرت طبقتين متعارضتي المصالح هما: أصحاب رأس المال (البورجوازية)، والعمال (البروليتاريا)، ومع تشكل الوعي لدى طبقة العمال بمدى سوء أوضاعها الاجتماعية، وحجم استغلال أصحاب العمل لها؛ برزت حركة عمالية منظمة تدافع عن حقوق العمال، وتطالب بتحسن أوضاعهم المعيشية.