ثانياً: السمعيات النبوة مسألة النبوة أو الوحي تعد من أولى الموضوعات التي تدخل في باب السمعيات وهي مسألة بدأت منذ عهد الباقلاني. إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى فمن ينكر الوحي فهو بذلك يرفض الإسلام في جملته، أو على الأقل يهاجمه في أساسه ويهدم دعائمه الأولى. ولقد احتلت النبوة مكانة هامة في تفكير المتكلمين والفلاسفة على السواء فالفارابي هو أول من ذهب من الفلاسفة إليها وفصل القول فيها أما المتكلمون فنجدهم وقد اهتموا بها لأنها عندهم تعد من السمعيات بل هي أول موضوع في السمعيات ومن خلالها وطرح تساؤل هل النبوة واجبة أم مستحيلة أم ممكنة؟ فهناك من يرى أنها مستحيلة وهؤلاء هم البراهمة وهم فرقة من الهند ترى أن النبوة مستحيلة المقدم حاجة الإنسان إليها، وكذلك لديه القدرة على أن يستقل بعقله في تدبير أمور دنياه وآخرته أيضاً الله ليس كمثله شيء فكيف يتصل بالمخلوق وهو شيء متدني أيضاً كيف يختار الله هذا ولا يختار ذلك. لما الأشاعرة فقالوا أن النبوة واجبة والدليل على صدق النبوة المعجزة، وهذا يعني أن المعجزة تعد ركناً رئيسياً في دعوة الأنبياء وكذلك نجد الغزالي قد نفي العلاقة بين الأسباب والمسببات ليؤكد المعجزة لكننا نجد الأشاعرة اختلفوا فيما بينهم هل هي واجبة بالسمع أم بالعقل؟ الإنسان يحتاج بالضرورة إلى النبي، الإنسان في حاجة إلى وصي وهو النبي فكثيراً يتوقف العقل في أمور الدين تتنبعث والجنة والنار وغير ذلك، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بالعقل فقط فهو عقل قاصر وكثيراً ما يرتبط بالأهواء. والدليل على صدق النبي أو النبوة يرجع إلى المعجزات والمعجزة هي خرق قانون الطبيعة وهي فعل إلهي وبالنسبة للإسلام المعجزة أصبحت إعجاز، أما الشيخ محمد عبده فيذهب إلى أن المقصود بالمعجزة ليس بالضرورة ما يناقض العقل، بل ما يفوقه وحسب ولما كان المعجزة تخدم خرضاً دينياً رفيعاً فهي تختلف اختلاف جذرياً عن الشعوذة والسحر، أما الشيعة فتذهب إلى أن الإمام يستوعب دور النبي. المعاد: إذا كانت النبوة تعد من السمعيات فإنها تختلف عن المعاد من حيث وجود أدلة عليها وروايات عنها أما المعاد فلا يوجد شيء عنه، فلم يعد إنسان بعد موته وأخبرنا بما حدث. وقد اتفق جمهور المتكلمين على حشر الأجساد، كذلك أكدت الأشاعرة على المعاد فتجد فخر الدين الرازي يقول: أعلم أن الجمع بين أنكار المعاد الجسماني وبين الأقرار بإن القرآن حق، متعذر ، لأن من خاض في علم التفسير علم آن ورود هذه المسألة في القرآن لا يقبل التأويل، ويدلل الرازي على البعث بعدة أدلة منها أن عودة ذلك البدن في نفسه ممكن لأن إعادة المعدوم إما أن تكون ممكنة أولاً تكون، وإن لم تكن ممكنة فإن الدليل العقلي يؤكد على أن الأجسام تقبل العدم ولم يدل على أنها تعدم لا محالة، فلما ثبت بالنقل المتواتر عن دين الأنبياء القول بحشر الأجساد حق فإن هذا يثبت البعث في الآخرة هكذا اتفق جمهوراً المتكلمين على حشر الأجساد. ومسألة البعث من المسائل التي كفر فيها الغزالي الفلاسفة في كتابه تهافت الفلاسفة وذلك لأنهم قالوا أن البعث يكون للنفس دون البدن بل ذهب بعضهم إلى أبعد من هذا حيث قال البعث يكون للنفس الكلية وليست النفس الفردية وعلى هذا كفر الغزالي الفلاسفة في هذه المسألة. هكذا اختلف تناول الفلاسفة عن المتكلمين في هذه المسألة فالمتكلمون أقروا البعث الجسماني والنفساني في حين لم يقر الفلاسفة بالبعث الجسماني. الإيمان والعمل : يعد هذا الموضوع من الموضوعات التي ترجع إلى أسباب تاريخية إذ ظهرت هذه المسألة بعد الحرب التي دارت بين معاوية وعلي وما سمي بالفتنة الكبرى وظهر تساؤل هام أدى إلى قيام هذه المسألة، وكانت الإجابات مختلفة كل منها حسب توجه صاحبها وعلى سبيل المثال نجد رأي المرجئة التي أرجئت الحكم عليه إلى يوم القيامة، ومن هنا لا تجد المرجلة فرق بين شارب الخمر ومن لم يشربها أو مرتكب الكبيرة وبين من لا يرتكبها فالأمر كله ترجئه إلى يوم القيامة. أما الخوارج فتكثر من يرتكب الكبيرة فمن يرتكب أي من المحرمات فهو كافر فالعمل جوهر الإيمان فمن لا عمل له لا إيمان له. أما الأشاعرة فمرتكب الكبيرة هو مؤمن مطيع بإيمانه عاص بفسقه، أما عند المعتزلة فهو في منزله بين المنزلتين وعلى هذا فالإيمان لا يزيد ولا ينقص عند الأشاعرة بينما يزيد وينقص عند المعتزلة. الإمامة :- سبق أن ذكرنا أن الإمامة من أهم المسائل التي كان لها أثر واضحاً وخطيراً في نشأة الفرق الإسلامية بل ونشأت علم أصول الدين أو كما يطلق عليه البعض علم الكلام، وأنتهى الأمر بأن قتل عثمان ومن هنا تبدأ قصة الصراع بين العثمانية والعلوية. فأرسل على المعاوية رسولاً آخر لكنه أستهزا به وأرسل هو الآخر لعلي رسولاً وجمع هذا الرسول أنصاراً حوله يطالبون بالأخذ بالثار العثمان فسألهم علي الثأر ممن قالوا : منك، لأنك أويت كتلة عثمان هكذا وجد علي نفسه بين عدوين أحدهما بالبصرة برأسهم السيدة عائشة وطلحة والزبير والآخر بالشام برأسه معاوية فأضطر إلى مقاتلة الفريقين ليردهما إلى الطاعة لتتجمع كلمة المسلمين، فالفريق الأول والذي يتمثل في السيدة عائشة خرجوا على علي لأن السيدة عائشة كانت تريد الثار العثمان أما طلحة والزبير فقد خرجا عليه طمعاً في الولاية اقد أرسل معاوية كتاباً للزبير بغريه فيه بولاية الكوفة والبصرة ثم الطلحة من بعده، فعلى رأس أحدهما نجد أم المؤمنين وعلى رأس الآخر نجد علي، هنا ظهرت مسألة هامة وسؤال يتبادر إلى الذهن، فإذا كان أحد الفريقين على خطأ، وقد يكونوا من الظالمين إذا كانوا في جانب الباطل، فماذا يكون حكم العقل في ذلك، المشكلة العقلية الأولى والتي تتمثل في الحكم على مرتكب الكبيرة. عندما فرغ علي من ناحية وأهل الشام ومعاوية من ناحية أخرى، فعدل على الحرب واتجه إلى الخديعة وكان مستشاره في هذا السياسي عمرو بن العاص الذي قال فيه على إنه ليقول فيكذب، وبعد فيخلف، ويسأل فيدخل، ريخون العهد ويقطع الآل). فمنهم من قبل التحكيم ومنهم من رفضه وأنتهى الأمر كما نعلم جميعاً بتحكيم كتاب الله ومن خلال الخدعة انبثقت الدولة الأموية ومنها تفجرت فلسفة سياسة بدأت بوادرها في جماعة الخوارج ومن عارضهم أمن الخوارج بمبدأ هام جداً هو أن الشعب من حقه أن يختار الحاكم وإذا أضل سواء السبيل فعلى الشعب أن يعزله، لكن على الرغم من أهمية هذا المبدأ الذي يتم على قدر عظيم من تقرير المصير والحرية والديمقراطية إلا أنهم أساءوا إلى هذا المبدأ بما أحاطوه من تزمت ديني وضيق أفق يجاوز حدود العقل، فكانوا يفتكون بمن خالفهم في الرأي يتضح ذلك في معاملتهم لرجل تقي من صحابة الرسول هو عبد الله بن خباب، عندما علم هذا الصحابي بقدوم الخوارج، فخرج الرجل وامرأته وكانت حبلي فسأل الخوارج بن خباب عن هؤلاء أنفسهم وأيديهم يتساقط منها دماء بن خباب وامرأته رأوا نصرانياً يملك نخلة أرادوا شراء تمرها فقال لهم: هي لكم، هنا نجد رأيان حول هذا الموضوع الرأي الأول يذهب أصحابه إلى أن الخليفة صاحب سلطة زمنية فصب وتكون الخلافة بالاتفاق والاختيار وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة أما الرأي الثاني: فيذهب أصحابه إلى أن الخليفة صاحب سلطة روحية وزمنية معاً، وأن الخلاقة تكون بالنص والتعيين، وهؤلاء أصحاب وأشياع علي، لأنهم يروا أن السلطة الروحية لم تنته بوفاة الرسول، حاول الشيعة تأكيد موقفهم من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فالإمامة عند الشيعة هي قضية أصولية فهي ركن من أركان الدين وليست قضية مصلحية تناط باختيار العامة ويتصب الإمام بنصيبهم. أنه حمى الحى وضرب عمار حتى فتق أمعاء، وابن مسعود حتى كسر أضلاعه، وأجلى أبا ذر إلى الرينة وأخرج من الشام أبي الدرداء، ورد الحكم بعد أن نفاء الرسول ولكن يمكن الرد على كل هذه الاتهامات، فضربه العمار : إنه لم يضربه حتى فتق أمعاءه، إذ لو فعل ما عاش أبداً، فالتف السيليون يستميلوه، الرأي الأول يذهب أصحابه إلى أن الخليفة صاحب سلطة زمنية قصب وتكون الخلافة بالاتفاق والاختيار وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة أما الرأي الثاني: فيذهب أصحابه إلى أن الخليفة صاحب سلطة روحية وزمانية معاً، وأن الخلافة تكون بالنص والتعيين، وهؤلاء أصحاب وأشياع علي، لأنهم يروا أن السلطة الروحية لم تنته بوفاة الرسول، حاول الشيعة تأكيد موقفهم من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فالإمامة عند الشيعة هي قضية أصولية فهي ركن من أركان الدين وليست قضية مصلحية تناط باختيار العامة وينصب الإمام بنصيبهم. وابن مسعود حتى كسر أضلاعه، ورد الحكم بعد أن نقاء الرسول ولكن يمكن الرد على كل هذه الاتهامات، فضربه العمار: إنه لم يضربه حتى فتق أمعاءه، إذ لو فعل ما عاش أبداً، كان يود ابن مسعود أن ينيط له الأمر ويكتب المصحف لكن عثمان اختار زيد بن ثابت لكتابة المصحف الموحد لأن أبا بكر وعمر اختاراه من قبل لأنه كان قد حفظ آخر عرضه عرض بها كتاب الله على الرسول قبل وفاته، فكان عثمان على حق فيما فعل هكذا كل منها ليس صحيحاً.