استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نظيره الموريتاني محمد ولد الغزواني، لافتتاح أول منطقة تجارية حرة بين البلدين. وإطلاق أشغال الطريق البري الرابط بين مدينة تندوف والزويرات الموريتانية على طول مسافة تتخطى 700 كيلومتر. وأعلن الرئيس الجزائري أن السلع والبضائع ذات الأصل الموريتاني ستدخل إلى الأسواق الجزائرية من دون ضرائب، كما ستسوق البضائع الجزائرية بدون ضرائب في موريتانيا. وخلال تدشين المعبر البري بين البلدين مع نظيره الموريتاني، وهو الأمر نفسه بالنسبة للمنتجات الجزائرية" التي تصدر إلى موريتانيا. ودعا الرئيس الجزائري جمهورية المتعاملين الاقتصاديين الموريتانيين إلى الاستثمار في منطقة التبادل الحر التي تم إنشاؤها بين البلدين للاستفادة من الإعفاء الضريبي والجمركي. وتم الاتفاق بين الرئيسين على عقد لقاء في قريب بين وزيري التجارة في حكومة البلدين، وبشأن مشروع الطريق الصحراي بين تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية، قال تبون إن هذا الطريق سيتيح دخول السلع الموريتانية والجزائرية بطريقة سهلة بين البلدين. أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أن منطقة التبادل الحر ستكون منطقة تلاقي وجسر تبادل، وأثنى على جهود الجزائر في تعزيز التعاون الثنائي ويؤكد على أهمية الطريق الذي سيربط بين البلدين الشقيقين. ويُعد هذا اللقاء الثاني بين الرئيسين الجزائري والموريتاني، بعد زيارة سابقة كان قام بها ولد الغزواني إلى الجزائر في ديسمبر/ كانون الأول 2021. ويمثل المعبران البريان بين البلدين، كما تعد منطقة التبادل الحر الأولى من نوعها التي تنشئها الجزائر مع دول الجوار، من بين 5 مناطق تبادل ستقيمها الجزائر مع كل مالي والنيجر إضافة إلى تونس وليبيا، وهي منطقة يعززها الطريق الرابط بين تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية، خلال زيارة الرئيس الموريتاني الجزائر. في أعقاب سلسلة تحذيرات أصدرتها الولايات المتحدة وإسبانيا وبريطانيا لرعايها بعدم السفر الى تندوف جنوبي الجزائر بسبب ما اعتبرته وجود مخاطر وتهديىات إرهابية ذات صلة بنشاط رياضي تنظمه جبهة البوليساريو في تندوق التي تحتضن مخميات اللاحئين الصحراويين. خطوات متقدمة ستنعكس على كامل المنطقة الحدودية في كل من البلدين بآثار إيجابية سياسية واقتصادية وأمنية، وتقدم مقاربة جديدة بالنسبة للجزائر خاصة بشأن ملأ الفراغ الحدودي، إضافة الى كونها يمكن أن تقدم نموذجا جديدا يتم تركيزه من قبل الجزائر في علاقاتها مع دول الجوار واستغلال كل الفرص الممكنة لتحقيق خطوات ومنجزات على طريق التعاون والاندماج الاقتصادي. قال المحلل وأستاذ العلوم السياسية في جامعة ورقلة جنوبي الجزائر مبروك كاهي ان هذا اللقاء بين الرئيسين بالغ الأهمية في بعده السياسي والاقتصادي، خاصة أنه يتم في منطقة حدودية بين البلدين، قال كاهي إن "اللقاء في بعده الاقتصادي خطوة حيوية، وإحياء حركة النقل والتنقل وبالتالي ملأ الفراغ، وهو أمر سيضفي ركنا أمنياً يستبعد بالنهاية كل المخاطر الأمنية وشبكات الجريمة والتهريب والإرهاب وغيرها. رسالة سياسية تنطوي على الجدية التي تتوخاها الجزائر في تركيز علاقات جيدة ومثمرة مع موريتانيا، وتعبر عن بالغ الثقة السياسية بين البلدين والمستوى الذي بلغته العلاقات الجزائرية الموريتانية، شريان حيوي مبشّر بين الجزائر وموريتانيا فإن البعد الاقتصادي يتمركز هذه المرة في قلب الخطوة المشتركة، إذ تعتبر الشركات الاقتصادية الجزائرية أن فتح المعبر البري التجاري ومنطقة التبادل الحر مع موريتانيا، يمثل فرصة ثمينة للشركات الجزائرية لزيادة تدفق المنتجات الجزائرية نحو موريتانيا ومنها إلى دول غرب ووسط أفريقيا، خاصة بعد استكمال مشروع الطريق البري بين تندوف والزويرات. إلى أن "منطقة التجارة الحر ة ستسمح باستقطاب شركات تجارة افريقية بدأت منذ فترة باستخدام الموانىء الجزائرية كمنفذ لوارداتها، لا سيما لناحية التراخيص القانونية المتعلقة بالنشاطات". تكثيف التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجزائر وموريتانيا وكانت آخر زيارة لمسؤول جزائري إلى موريتانيا تلك التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف قبل أسبوعين، لا سيما في سياق المشاريع التكاملية والاندماجية التي اتفق رئيسا البلدين على إطلاقها، إلى جانب عدة مشاريع أخرى تخدم البعد الإنساني والاجتماعي للعلاقات الثنائية. وتمكنت الجزائر من خلال مشروع الطريق البري الذي يربط بين مدينتي تندوف بالجزائر والزويرات بموريتانيا من إنجاز منشأة ذات أهمية كبرى خارج حدودها، التي ترأس بشأنها الرئيس الجزائري اجتماع عمل أول أمس الثلاثاء، بمثابة بوابة نحو أفريقيا الغربية، كما سيكون للمعبر البري الحدودي "الشهيد مصطفى بن بولعيد" الرابط بين البلدين بالغ الأثر في الرفع من حجم المبادلات التجارية التي تعرف حاليا تنامياً مستمراً. وتُعتبر موريتانيا أول محطة في مسار تجسيد توجه الجزائر لفتح فروع للبنوك الجزائرية في أفريقيا، افتتح بنك الاتحاد الجزائري وكالة تجارية جديدة له بمدينة نواذيبو الموريتانية، وتعزيز المبادلات التجارية وتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارة البينية. وتُعد الجزائر أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لموريتانيا، حيث سجلت قيمة الصادرات الجزائرية نحو موريتانيا ارتفاعاً مطرداً خلال السنوات الثلاث الماضية تجاوز نسبة 200%، حيث اتُفق على تعزيز التعاون الجمركي وتيسير عملية التبادل عبر الحدود. كما جرى بالمناسبة ذاتها التأكيد على ضرورة تجسيد كافة الآليات التي من شأنها تسهيل حركة البضائع والمسافرين وتأمينها من أجل التصدي لكافة أنواع الجريمة العابرة للحدود،