يُعرّف مصطلح "الملحمة" لغويًا بأنه موقعة عظيمة، مشتقًا من "تلاحم القوم" أي تقاتلهم، ويدل مصدره على معنى الإحكام، وقصيدة ملحمية تعني محكمة ومترابطة. أما تعريفها كفن أدبي، فهي قصة شعرية قومية بطولية خارقة، سرد لحوادث متشعبة لها أساس تاريخي، يمتزج فيها الحقيقي بالمتخيل. وصفها أحد الفلاسفة بأنها "التاريخ على أعتاب الأسطورة". تتميز بتطور أحداثها بحركة مستمرة، غير مقيدة بالزمان والمكان، مع احتوائها على وحدة موضوعية. تتكون من مقدمة تُمهّد للقارئ، وعقدة تمثل نقطة تلاقي القوى واحتدام الصراع، ونهاية تُمثل انفراج الأزمة. تتميز الملحمة بوزن سداسي (يُقال أنه من جزيرة كريت)، يعتمد على التقسيم الكمي للحروف والمقاطع، ويتكون من ستة أقدام، كل قدم يساوي مقطعًا طويلًا ومقطعين قصيرين. الملحمة أدب قومي، يُصور حياة شعب ما اجتماعيًا وفكريًا ودينيًا، وأدب بطولي، قوامه شخصيات بطولية، تنقسم إلى آلهة وأشباه آلهة، تتميز بقدرة فائقة وقوة تفوق البشر العاديين. الملحمة قصة خارقة، لتدخل قوى غيبية فيها، مرتبطة بالأسطورة نتيجة تصور الشعوب البدائية للظواهر الطبيعية بتفسير أسطوري.