انتشرت الأساطير والقصص الشرقية في أوروبا بدرجة كبيرة فتجد إلى جانب “ألف ليلة وليلة” و”السندباد” كتاب “سلوك رجال الدين” لبيدرو ألفونسو، وصورًا مختلفة لقصة بوذا، وكلها انتشرت وذاعت فى أوروبا عن طريق ترجماتها العربية. وإن أسماء مثل خوان مانويل وايموندو لوليو، وتورميدا لتشهد بأجلى بيان على ما ساهم به العرب فى تكوين القصص الإسباني. ويكاد يكون من المحقق أن مجموعة حكايات ألف ليلة وليلة العربية قد أخذت سبيلها إلى الغرب عن طريق الأندلس، بدليل ما كان متدوالًا منها بين مسلمى الأندلس، وكانت هناك كذلك قصص عربية فياضة بالحيوية كقصة “حي بن يقظان” لابن الطفيل، التى تعتبر نموذجًا للقصة الفلسفية، وكالفصول الأولى من كتاب “الكريتيكون” لباتازار جراثيان.ومن الثابت أن المسلمين الأندلسيين تداولوا قصصًا ذات طابع غنائي ضاع كله، فكانت لهم أغنيات وأساطير لها أثر ملحوظ فى نشأة شعر الملاحم الإسبانى والفرنسي، بدليل ما نجده من شواهد على وجود ذلك القصص الأندلسي فى بعض كتب التاريخ العربية ككتاب “إفتتاح الأندلس” لابن القوطية. وقد كشف ريبيرا هذا القصص وانتهى إلى هذه الحقائق كلها وأذاعها.وكذلك صيغت كل الأشعار الغنائية التى نجدها في اللغات الرومانية في العصور الوسطى في أوزان وبحور مشتقة من أوزان فن شعرى ابتكره الأندلسي مُقدم القَبْرِي في القرن العاشر الميلادي، وهو فن الزجل والموشحة الذي انتقل مع الموسيقى الأندلسية ذات الأصل العربي إلى فرنسا وإنجلترا وألمانيا، وطال بقاؤه في الأندلس بعد انقضاء عصر المسلمين حتى لنجد نماذج منه في مطلع القرن السابع عشر.