كان العصر العباسي عصرًا مميزًا بارتقاء الأدب والشعر ، ولقد ظهر الزهد واشتهر في ذلك العصر من خلال الشعراء الذين قاموا بتوضيح هذه الحالة في أشعارهم المختلفة ، وقد جاء هذا الاتجاه من أجل الرد على تيار اللهو والمجون الذي انتشر آنذاك ؛ حيث ظهرت مجالس الغناء وشرب الخمر بكثرة ، مما جعل الشعراء يحاولون التصدي لهذه الحالة المتدنية من الأخلاق وعدم التقوى ؛ حيث قام الشعراء بالدعوة إلى التوبة والعودة إلى الله تعالى من خلال قصائدهم قام الشعراء في العصر العباسي بتأكيد معنى الزهد من خلال تذكير الآخرين بأن العمر يمر سريعًا وأن الدنيا فانية ، وذلك ليكون لهم دور وهدف إيجابي في الحياة من خلال مساعدة الآخرين على البُعد عن المحرماتوكان لوصف الزهد دور بارز في محاولة إقصاء الآخرين عن طريق الهلاك الذي لن ينفعهم بعد الموت ؛ حيث عمل شعر الزهد على وضع الموت أمام الجميع في كل لحظة كحقيقة بارزة لا جدال فيها ، والتي يغفل عنها البعض نتيجة لحالة اللهو والمجون ، ومن هنا انتهج الشعراء مبدأ وضع الحقائق أمام الأعين لعلها تكون سببًا في إعادة الغافلينوقام شعراء الزهد كذلك بتذكير الآخرين بما هو قادم بعد الموت ؛ حيث العقاب والثواب ، وذلك للوقوف على حقيقة الحساب بعد الموت وعدم إنكارها كي ينتبه الآخرون إلى هذه الحقيقة ؛ ليعودوا إلى طريق النور والإيمان ومن هنا كان للزهد دورًا بارزًا في الشعر العباسي الذي جاء بمثابة دعوة إيمانية صريحة ؛ حيث تجلى ذلك بوضوح في قصائد شعراء الزهد من خلال دعوتهم للتوبة والعودة إلى الله ؛ كي يتجنبوا العقاب الذي ينتظرهم بعد الموت الذي يغفلون عنه.