أُمَّ الشَّهِيدِ » وَسَأَكُونُ فَخْرًا لَكَ، وَلِلْأَجْيَالِ بَعْدَكِ وَبَعْدِي. وَرَأْسُهَا يَعْلُو وَيَهْبِطُ عَلَى صَدْرِهِ، بَيْنَمَا رَاحَ هُوَ يُتَابِعُ كَلَامَهُ : أَنَا تَعَلَّمْتُ الشَّجَاعَةَ وَحُبِّ الْوَطَنِ مِنْكِ لَقَدْ مَاتَ أَبِي وَأَنَا طِفْلٌ، فَهَلْ تَصَدِّينَنِي الْآنَ وَأَنَا أَحَاوِلُ أَنْ أُحَقِّقَ بِسُطُولَنِي أَحْلَامَكِ وَأَحْلَامِي مُسْتَهِينَا بِالْمَوْتِ وَالْخَوْفِ وَالْأَخْطَارِ لِأَحَقِّقَ الْحُرِّيَّةَ لِوَطَنِي وَالنَّصْرَ لِأُمَّتِي ؟ إِنَّكِ لَنْ تَرْضَيْ لِي بِالْهَزِيمَةِ، ثُمَّ رَاحَتْ تَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ بِصَمْت وَلَمْ تَلْبَتْ أَنْ قَالَتْ مُتَجَدِّدَةً (4) : مَعَ السَّلَامَةِ يَا وَلَدِي ! عُدْ إِلَى الْمَيْدَانِ وَدَعْنِي أَذْكُرْكَ فِي كُلِّ مَجْلِسِ بِاعْتِزَازِ وَفَخْرٍ! إِنَّ حِصْتِي فِيكَ لَيْسَتْ أَكْثَرَ مِنْ حِصَّةٍ وَطَنِكَ وَأُمِّتِكَ، فَأَعْطِ وَطَنَكَ وَأُمَّتَكَ حِصْتَهُمَا ! فَانْحَنَى عَلَيْهَا سَلْمَانُ يُعَانِقُهَا طَوِيلاً وَهُوَ يَقُولُ : وَانْفَلَتَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا،