يُفسد التشاؤم ملكات الفرد ومزاياه، بينما يُلهم الابتسام الأمل، ويقرب من النجاح، ويُنمي القدرات. فالمبتسمون أسعد، وأكثر قدرة على العمل، واحتمالاً للمسؤولية، وأصلح لمواجهة الشدائد، ومعالجة الصعاب، وإنجاز العظائم. لا يرى الجمال من عابست نفسه، ولا الحقيقة من تدنّس قلبه؛ فكلٌ يرى الدنيا من خلال عمله، فإذا كان العمل والفكر نظيفين، والبواعث طاهرة، كان منظاره نقياً، ورأى الدنيا جميلة، وإلاّ تغبش منظاره، ورأى كل شيء مغبشاً. هناك نفوسٌ تُحوّل كل شيء لشقاء، تُبالغ في الشرّ، فلا تُفرح بما أُوتيت، ولا تنعم بما نالت. الدينار كان وسيلةً لسعادة، فقلّبوا الوضع، وبايعوا السعادة من أجله. ركبت فينا العيون لنرى الجمال، فعوّدنا أنفسنا ألاّ تنظر إلاّ للدينار. لا يُعَبّس النفس والوجه إلا اليأس. فالفرصة سانحة، والنجاح مفتوح. عوّد عقلك تفتح الأمل وتوقع الخير. من اعتقد أنه مخلوق لأمور صغيرة، لم يبلغ إلاّ الصغير، ومن اعتقد بعظائم الأمور، شعر بهمّة تكسر الحواجز. النفس الباسمة ترى الصعاب، وتتغلّب عليها بابتسامة، بينما النفس العابسة تخلق الصعاب، وتكبّرها، وتقبع في جحرها. الثقة بالنفس فضيلة، وشتان بينها وبين الغرور. فلنتغلّب على الصعوبات، ولنبسم للحياة، وللمهد، والصانع، والأولاد، والتاجر، في النجاح والفشل، وننثر البسمات على طول الطريق.