بعض البنات تعترف أن زيارتها لوالدتها الأنانية البيئة لها من باب المجاملة المجردة فقط، بل وإنها تمر بها مرور حتى النجلى، لكونها قد تركت أبناءها بالمنزل حتى لا يسمعوا أنها إدانات والكلام البذيء الموجه إلى والدتهم دون ذنب أو ومن تأمل هذه الأمثلة علم يقينا أن الفراق القاسي المؤلم لا يلزم أن يكون الفراق الذي لا لقاء بعده في هذه الحياة، يل ولكن الفراق الشديد المؤلم هو الذي يكون بين أجساد نعيش على الأرض، ومع ذلك لا سبيل إلى اجتماعها، وبعضها قد يجتمع ولكن يبقى تباعد القلوب والأرواح. ومع ذلك فإنه يبقى أناس لم يختاروا أن يفارقوك طواعية، فإن نبين ذلك واتضح لك جليا، وأمسك لسانك عن الخوض فيما لا يليق، واذرف دموع الوفاء على شخص لعله يكون قطعة منك افتقدت وصله، لعلمك أنه لم يختر القطيعة ولكن أ أجبر عليها. وإذا رأيت شخصا أعلن القطيعة دونما سبب، وتبين لك أن ما دفعه لذلك غروره بنفسه واعتزازه بحميته وما حوته يداه من الأسباب المادية، حتى نفخ به الشيطان فقطع حبل الوصل مع أحبائه، فاناً بنفسك أن تكون مثله، وتجنب الكلام الذي يزيد الشقة. فحري به أن يصاب بصدمة تجعله يفيق، لكنا في نظرهم خاطئين، وصلنا، وعلى اختلاف الدوافع والأسباب، فإنك كلما أمعنت النظر، توصلت إلى الحقيقة التي لا تقبل الجدل، وهي أننا نحتاج إلى تواصل الأرواح، أكثر من تواصل الأبدان مع باستشعاره لآلامك وفرحه بتحقيق آمالك، وأنت كلما تقدم فإذا أردت من الناس أن يتواصلوا معك حال حاجتك لذلك، واقطع أسباب عجائب الدنيا كثيرة لا تنقضي، وعلى الرغم مما يمر أمام عنبك من العجائب والعبر، ومما استوقفني هذه الأيام قصة عجيبة غريبة حدثت في إحدى الولايات الأمريكية، تدل على مدى التفكك والانهيار الذي يحاول الكثيرون من أبناء جلدتنا أن يستجلبوه لنا أو فقد تم إنقاذ ثلاث فتيات من رحلة خطف دامت عشر سنوات، هو أن أسرة إحدى الناجيات من الاختطاف لم تكلّف : نفسها حتى بتبليغ الجهات المسئولة عن اختطاف ابنتهم، حيث كانت غاضبة عشر سنوات والفتاة مخطوفة، وسرابها المزيف الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لـم هذا الموقف الغريب، حيث تجد أسرة تعيش مجتمعة مع بعضها، هل تتصور أن تصل القسوة أن يتعامل أولئك مع أبنائهم قلب الصغير، ويكبر معه كلما كبر؛ حيث ينتظر ساعة الرحيل بعكس ما ننعم به نحن أهل الإسلام، حيث يعيش الأبناء كتف ابائهم، ويرحمونهم كبارًا، لأنهم قد جمتهم رحمة الإسلام لا النظر إلى الحيـاة مـن بـاب المادية المجردة. وقد قطع سلطان الوالد على أولاده،