إن أﺣﺪ اﻷﺳﺒﺎب اﳌﺆدﻳﺔ إﱃ اﻟﻔﺮوق ﺑين اﻷﻃﻔﺎل ﺳﻮاء ﰲ اﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻠﻐﺔ واﻟﻜﻼم أو ﺑﻘﻴﺔ اﻹﻋﺎﻗ ﻬﺎ اﻟﻄﻔﻞ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺨﻤﺲ اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ ﺎت اﻷﺧﺮى ﺗﺮﺟﻊ إﱃ اﳌﺘﻐيرات اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸ  .ﻓﻬﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﻌﺴﺔ ﺑﻜﻞ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ، ًﺗﺸﻜﻞ اﳌﻼﻣﺢ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﳌﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻏﻨﻴﺔ  .    وﻻ يمﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻻﻧﻄﻼﻗﺔ ﻟﻠﻘـﺪرات واﻻﺳـﺘﻌﺪادات واﺣـﺪة ﻟﻜﻠﺘـﺎ اﻟﺒﻴﺌﺘـين ﻓﺄﺳـﺎﻟﻴﺐ اﻟﱰﺑﻴـﺔ اﻟﻮاﻋﻴﺔ  اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ اﳌﺜﻤﺮة اﳌﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﺑين اﻵﺑﺎء ﺳـﺘﻔﺮز ﺑﻈﻼﻟﻬـﺎ اﻻﻳﺠـﺎبي ﻋـﲆ اﻷﺑﻨـﺎء ، ﻛـﺬﻟﻚ ﺣﺠـﻢ اﻷﴎة واﳌﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘماﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي واﳌﺴﺘﻮى اﻟﺜﻘﺎﰲ ﻟﻠﻮاﻟـﺪﻳﻦ اﻟـﺬي ﻳـﻮﻓﺮ اﻟﻨﻤـﻮذج اﻟـﺬي ﻳﺤﺘـﺬى، وﻳﻘﺪر أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻠﻐﺔ ﰲ اﻟﻠﻐـﺔ واﻟﺘﻔﻜـير، واﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـ ﺣﻴﺎة اﻟﻔﺮد واﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـين ين اﻟﺘﻄـﻮر اﻟﻠﻐـﻮي واﻟﺘﻄـﻮر اﻟﺬﻫﻨﻲ  أﺳﺎﳼ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧـﺐ اﻻﻗﺘﺼـﺎدي ﻓﻬـﺬه اﳌﺘﻐـيرات ﰲ ، وأﻫﻤﻴﺔ اﻷﻟﻌﺎب ﰲ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻄﻔﻞ اﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﰲ اﺳﺘﺜﺎرة اﻟﻄﻔﻞ ورﻓﻊ داﻓﻌﻴﺘﻪ ﻟﻠﻨﻤﻮ اﻟﻠﻐﻮي اﻟﺴﻠﻴﻢ  .ويمﻜﻦ أن ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺘﻐـير ﻣـﻦ ﻫﺬه اﳌﺘﻐيرات اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛير ﻛﺒير ﰲ ﺗﻨﺸﺌﺔ اﻟﻄﻔﻞ  .اﻟﺬي ﻻ ﻳﺸـﺠﻊ ﻋـﲆ اﻟﻜـﻼم وﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل اﻟﻄﻔﻞ أو اﻟﺘﻌﺒير ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﻄﻮر ﻛﻼﻣﺎ ﻛما ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻶﺧﺮ اﻟﺬي ﻳﺸﺠﻊ ﻋﲆ اﻟﻜﻼم ، وﻻ ﻳﻌﺎﻗـﺐ ﺑـﺄي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻘﺎب إذا ﻣﺄ اﺧﻄـﺎ ﰲ اﻟﻜـﻼم ، ﻛـما ﻳﻔـﱰض أن ﻳﻘﺒـﻞ ﻛﻼﻣـﻪ ﺣﺘـﻰ إذا ﺗﺨﻠﻠـﻪ اﻟﺨﻄـﺄ ، وإﻋﻄﺎءه اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺮاﺟﻌﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺗﺒﻌـﺪه ﻋـﻦ أي ﺷـﻜﻞ ﻣـﻦ أﺷـﻜﺎل اﻟﻔﺸـﻞ واﻹﺣﺒـﺎط ، ﻛـما أن اﻟﺘﴫف اﻟﻮاﻋﻲ ﻫﻮ أن ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ وﻓﻖ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﻌﻘﲇ وﻟﻴﺲ اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺰﻣﻨﻲ  وﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻠﻐﻮي اﻟﻄﻼق واﻟﻔﺮاق إذ أن اﻟﻌﻴﺶ ﻣﻊ أﺛﻨين أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻣﻊ واﺣﺪ ، ﻓﺘﺸﱰك اﻷم واﻷب ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﺸﺌﺔ اﻷﺑﻨﺎء ، ﻛما أن ﺣﺎﻻت اﻟﻄﻼق  ﰲ ﻧﻔﺴﻴﺎت اﻵﺑﺎء ، ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬما ﻏير ﻣﻬﻴﺊ تمﺎﻣﺎ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻃﻔﺎل ًواﻟﻔﺮاق ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺠﺴﻤﻴﺔ  واﻻﺟﺘماﻋﻴﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، إذ أن ﻓﻘﺪان أﺣﺪﻫما ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺮاق ﻳﺤﺘﺎج ﻣﻦ اﻵﺧﺮ أن ﻳﻌﻮض ﻓﻘﺪاﻧﻪ، وﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪا ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻨﻔﴘ اﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻹﺟﺘماﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛما أن اﳌﺮض اﻷﺑﻮي إذا ﻛﺎن ﻷﺣﺪﻫﻢ أو ﻛﻠﻴﻬما ﻗﺪ ﻳﺆدي ﻫﻮ اﻵﺧﺮ إﱃ ﻋﺪم اﻟﺘﻬﻴﺌﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﳌﺮض ﻟﻜﻼ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ .وﻫﺬا اﻟﺤﺎل ﻻ ﻳﺠﻌﻞ اﻵﺑﺎء  ﰲ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻠﻐﻮيً ﻣﻬﻴﺌين تمﺎﻣﺎ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻻﺟﺘماﻋﻲ ﻛما ﻳﻨﺒﻐﻲ  ﻣﻊ اﻷﺑﻨﺎء ﻣما ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ .وﻗﺪ ﻳﺆدي اﳌﺮض إﱃ ﻣﺼﺎرﻳﻒ ﻛﺜيرة ﻟﻠﻌﻼج وﺗﻮﻓير اﻷدوﻳﺔ اﻟﻸزﻣﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﱃ اﻟﺘﻘﺼير أو ﻋﺪم ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل ﻣﻦ ﺗﻮﻓير أﻏﺬﻳﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ وﺗﻮﻓير ﻟﻌﺐ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ أﻋمارﻫﻢ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺴﻔﺮات ﴐورﻳﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ  ﻛﺤﺎﻟﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳﺪ وﻣﺎ ﺗﻔﺮزه ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ، وﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺗﻨﺸﺌﺔ اﻷﻃﻔﺎل ﺑﻨﻔﺴﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ  ﺑﺎﻟﺘﻮاﻓﻖ  أواﻟﻼﺗﻮاﻓﻖ .   ﰲ ً ﺳﻴﻔﺮز ﺗﺄﺛيرً أو ﻧﻔﺴﻴﺎً ﻛﺎن اﳌﺮض ﻋﻀﻮﻳﺎًﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﺮض أﺣﺪ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أو ﻛﻠﻴﻬما ﺳﻮاء ﺳﻠﺒﻴﺎًا نمﻮ ﺷﺨﺼﻴﺎت أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ .ﻴﺐ ﻏير اﺟﺘماﻋﻴﺔ أو اﻧﺴﺤﺎب أو ﻋﺪاء ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻌﺮﺿين ﻷﺳﺎﻟ أو ﻗﺪ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺨﻮف وﻋﺪم اﻻﺗﺰان اﻻﻧﻔﻌﺎﱄ .  ﻛما أن اﻟﺨﻼف واﻟﺸﺠﺎر اﳌﺴﺘﻤﺮ ﺑين اﻟﺰوﺟين ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺗﻄﻮر اﻷﺑﻨﺎء إذ دﻟﺖ  اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻜﺜيرة  ﰲ ﻧﻔﺴﻴﺔ اﻟﻄﻔﻞ وﺗﻄﻮره اﻟﻠﻐﻮي واﻟﻜﻼﻣﻲ ًﻋﲆ أن اﳌﺸﺎﻛﻞ ﺑين اﻷب واﻷم ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺳﻠﺒﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﻴﺎ . (٢٠١٠ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﰲ اﳌﺮاﺣﻞ اﻷوﱃ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ .