7 - القراءة المضاعفة: المقصود بالقراءة المضاعفة هنا، ومن جهة أخرى، يعيد قراءة مختلف الخطابات العربية الإسلامية في تاريخيتها ليحدد بنياتها ويقف على حدود إنجازاتها. فالقراءة الأولى تظهر للمؤلف الإمكانيات النظرية الجديدة التي يمكن استثمارها لتطعيم الخطاب العربي الإسلامي بأدوات جديدة وتصورات جديدة أعطت نتائجها في تحليل الخطاب الأجنبي. ولا أدل على ذلك من مختلف النظريات والمقاربات التي اشتغل بها منذ كتابه الأول. والقراءة الثانية تهيء لشروط استقبال القراءة الأولى لتعطي إنتاجيتها في الخطاب العربي. قراءة مفتاح كانت تقوم على الذهاب والإياب، والمراوحة باستمرار بين القطب النظري الأجنبي والقطب النظري والعملي العربي الإسلامي. ليس معنى هذا أن المؤلف كان يقف موقفا وسطا أو توفيقيا، إما لانتقاد ما يراه قابلا لذلك، أو لتوجيه القراءة توجيها يخدم تحليل الخطاب العربي الإسلامي وفقا لما يتطلبه وضعه التاريخي واللغوي. لقد تطلبت مثل هذه القراءة من المؤلف أن يقوم بعملية الانتقاء والترجيح كما ذكرنا من قبل. وفي تحليل الخطاب بصفة خاصة. ولعل أهم ما يميز هذه القراءة المضاعفة في هذا المشروع هو لجوء المؤلف باستمرار إلى المقارنة. المقارنة بين النظريات وبين الأنساق المتباينة والثقافات المختلفة والخلفيات التي تحكم كل خطاب. هذا الأسلوب المقارن هو الذي كان يغربل به المؤلف فرضياته ونتائجه. وهذه الكتابة قد كسرت خطية الكتابة النقدية العربية في صورتها وشكلها ومضمونها، فشوشت على القارئ العربي الذي تعود على كتابة غير مكسرة لأساليب تلقيه لتلك الكتابة وقراءتها. من غنى النصوص وثرائها. هل هو أيضا بحث عن التقليل من الاختلاف الذي قد يضع الخطاب العربي ضمن الخطابات الإنسانية والكونية، على الأقل،