ويقول: إن حركة الترجمة استمرت بعد انطلاقها في عهد المنصور قرابة قرنين من الزمن بنشاط كبير، ولكنها أخذت بعد ذلك في التباطؤ حتى انتهى الأمر توقعها في مستهل القرن الحادي عشر الميلادي ( الخامس الهجري)؛ بسبب ضعف الرغبة في العلوم الترجمة من ناحية، ونقص عدد العلماء القادرين على الترجمة من ناحية أخرى. ويرى الباحث في الوقت ذاته أن ضعف حركة الترجمة يعود إلى أنه لم تعد هناك كتب يونانية صالحة للترجمة؛ أي لم تعد هناك كتب تناسب مطالب الرعاة والباحثين والعلماء العرب والمسلمين؛ لأن النصوص الأساسية التي تشمل الموضوعات الرئيسة في معظم حقول العلم والمعرفة كانت قد ترجمت إلى العربية منذ فترة طويلة.وفي الحائمة يعرض الباحث النتائج التي توصل إليها في دراسته، حيث أكد أن الترجمة في حقيقتها في نشاط ثقافي إبداعي يقف على قدم المساواة مع عملية تأليف الكتب الأصيلة، أما القضايا المتعلقة موضوعات الترجمة، ومتى تترجم ؟ وكيف تترجم ؟ ومدى تقبل الشيء المترجم، فإن كل هذه القضايا تقررها الثقافة المتلقية للترجمة، وبين الباحث أمرًا أساسيا، وهو أنه لا يمكن استيعاب حركة الترجمة من اليونانية إلى العربية بمعزل عن التاريخ الاجتماعي والسياسي والأيديولوجي للدولة العباسية، ويختم الباحث عرض النتائج بقوله: إن الثقافة العربية الإسلامية التي تمت صياغتها في العصر العباسي الأول أسهمت في تحويل الفكر العلمي والفلسفي اليوناني إلى فكر عالمي أسهم إسهاما مباشرا في النهضاتالبيزنطية في العصرين الوسيط والحديث على السواء.وتقتضي الأمانة العلمية أن أشير إلى بعض الملاحظات التي ربما تتعلق بالطباعة، ومنها العبارة التي وردت ص ٤٤ « عمد سلقنه جوستين الثاني» والصحيح عمد خليفته، وكذلك العبارة التي وردت في من ٥٦ و بدءا من القرن الثاني الهجري / التاسع الميلادي والصحيح الثامن الميلادي، والصحيح الرابعيني، وذلك لأن أصله من رأس العين الواقعة فيالجزيرة السورية. ومن الترجمة الرائعة التي قام بها د. زيادة.