وقد قطعت أشواط الخط السياسي والحضاري بصور متقاربة وظهرت الامارات المستقلة المعترفة بسلطان الخلافة الروحي . وظل البويهيون حتى دخل السلاجقة بغداد سنة ٤٤٧ وهي تعبر هذه المرحلة في طريقها إلى السيادة والنفوذ . النتائج السياسية الإسلام الإيرانيين مرت بمراحل ثلاث : أ) تقدموا تحت علم الخلافة بعد نجاح الثورة العباسية واستمر هذا جـ) ثم استطاع الديلم من بني بويه أن يسيطروا على ايران كلها تقريبا ، التقدم السياسي للعناصر الإيرانية تحت علم الخلافة عن الفساد والتزلف للولاة والتفاني في خدمة الخليفة (1) وكان الخراسانيون عدة المنصور في القضاء على أعدائه واطفاء الثورات التي قامت في الحجاز وتثبيت سلطانه في مصر والمغرب وعمدته فقد عاودوا الظهور في الصراع بين الأمين والمأمون . وكانوا جند المأمون في القضاء على الأمين والتمكين لنفسه من السلطان ، السلطة والقيادة . وبدراسة النظام الحربي في العصر العباسي الأول يتبين كيف كانت القيادة العسكرية في جميع القطاعات في أيدى هذه العناصر الجديدة. وغلبوا على جميع دواوين الحكومة . وتولوا مناصب الولاية على البلدان والوزراء منذ فجر الدولة وكانت بأيديهم مقاليد السياسة العباسية . مصداق ذلك النفوذ العظيم الذى وصلت اليه أسرة البرامكة في العصر العباسي الأول . حتى اذا سولت لهم أنفسهم أن يخرجوا عن الطاعة ، فقد ضربوا الخراسانية جيل أبي مسلم بالبرامكة ثم الكبت والقمع اذا كان تمة خروج على أركان هذه الطاعة . فكأن الخليفة لم يأمن على نفسه نحسب ، والحقيقة أن الأمر لم يكن ضعف أشخاص اللقاء بقدر ما كان ضعف نظام الخلاقة نفسه . فلم نسمع أن هذه الجماهير كانت تولى الخلافة المضطهدة ذلك التأييد العميق نفسه الذي كانت توله للمنصور فقد ضعفت صلتهم بالخلفاء والصرف الكثيرون منهم إلى تنمية مصالحهم الذاتية والاكثار من المال والجند توطئة للاسهام في الحركة الاستقلالية التي فالسفاح مثلا ولى أخاه المنصور العهد