وقد غزت بلاد القفقاس جميع الإمبراطوريات التي ظهرت في الشرق على مرِ العصور. ففي العصور القديمه والحديثة غزا بلاد القفقاس الاشوريين والكلدانيين والمغول والمصريين القدماء والبيزنطيين والفرس والرومان والعثمانيين وكان اخرها روسيا القيصرية. فقد كان الموطن الأصلي للشراكسة هو الأجزاء الممتدة على طول السفوح الشمالية لجبال القفقاس بين البحر الأسود وبحر قزوين، عاشوا هناك آلاف السنين الى ان قامت الاخيرة بشن هجمة استعمارية عليها حيث دارت بينهما حروب امتدت لأكثر من مائة عام خسر الشراكسة خلالها أكثر من 85% من عددهم وأنهكت قواهم فاستسلموا للقيصر الروسي في أيار 1864م املين أن يحظوا بشروط مقبولة تتيح لهم العيش على أرضهم لكن القيصر الروسي أصر على تهجيرهم من بلادهم لأنه كان يريد أرضا بلا سكان فاتفقت غاياته مع غايات الدولة العثمانية التي استقبلتهم لتجنيدهم في جيوشها ولاستغلالهم في استصلاح الأراضي في مناطق مختلفة من الأراضي التابعة للدولة العثمانيّة، فأسكنت غالبيتهم في أواسط تركيا وأرسلت عددًا منهم إلى سوريا وفلسطين والأردن التي بدء الشركس بالوصل إليها من عام 1878. ويقول المؤرخون الشركس: إن لقب شركسي ليس اسماً لأحد من الأقوام الموجوده في شمال القوقازالتي ذكرناها سابقا ولا توجد قبيلة تحمل اسم : القبيلة الشركسية في القوقاز وإنما هي كلمة أطلقها الأجانب على أبناء شعوب القوقاز واسم شركس أو لقب شركسي أطلق على جميع الشعوب التي كانت تسكن شمال القوقاز بما فيها الشيشان وان ﻟﻘَﺒﻬﻢ ﻫﻮالاديغا ويعني الشعب المتحد والانسان الكامل المهذب القوي ﺍﻟﻮﻳﻨﺎﺥ : ﻭﺗﻀﻢ ﺍﻟﺸﻴﺸﺎﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻐﻮﺵ ﺍﻻﺳﺘﻴﻦ : وﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻻﻳﺮﻭﻥ ﻭﺍﻟﺪﻳﻘﺭ ﺍﻷﺑﺨﺎﺯ : وﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻷﺑﺎﺯﻳﻦ ﻭﺍﻻﺑﺴﺆﺍ شراكسة الاردن ) 4. ناعور : وضمَّت معظم المهاجرين من الأبزاخ والبزادوغ وقليل من القبرطاي والشابسوغ ، وكان يكثر في المنطقة عشائر العجارمة وغيرها . 5. الزرقاء : وضمت معظم المهاجرين من الشيشان الذين وصلوا إلى الأردن عام 1902 – 1905 م مع شيشان صويلح وأفراد قلائل من القبرطاي وكان يكثر في المنطقة عشائر بني حسن. 6. الرصيفة : وضمت معظم المهاجرين من القبرطاي وكان يكثر في المنطقة عشائر الدعجة . 7. جرش : وضمَّت معظم المهاجرين من القبرطاي ، وكان يكثر في المنطقة عشائر بني حسن التي تمتد أراضيها ومضاربها شرقا حتى مدينتي المفرق والزرقاء . وللشراكسة داخل الأردن كما لغيرهم من باقي الاثنيات والأقليات لغة وثقافة ودين وعادات وتقاليد واعراف وقيم توارثوها منذآلاف السنين اللغة : يوجد للشركس لغتان رئيسيتان . الأولى: وهي اللغة الاديغية (وتعرف أيضا بأسم الشركسية الغربية) وتعود أسباب انتشار الاسلام بين الشركس لقربهم من دولة الداغستان الاسلامية, ولعلاقاتهم الحميمه مع الدولة العثمانية . انطلقت المسيرة الثقافية بخطى متسارعة، وأقيمت معاهد للدراسات اللغوية والتراثية والتاريخية وتم جمع التراث الشعبي الشركسي و تلعب الموسيقى والغناء دورا رئيسيا في تربية الأمة الشركسية ففي كل أغنية تستثار الشجاعة والهمة للمحافظة على الشرف ويولي الشراكسة اهتماما بالغا بهما لما لهما من اثرعلى صقل الشخصيه الشركسية من خلال الاغاني التاريخية والاجتماعية والابتهالات المتعلقة بالعبادة ونشرالتعاليم الدينيةاغاني الحرب والحب العادات والتقاليد : ان للشراكسة العديد من العادات والتقاليد والقيم التي توارثوها جيل بعد جيل وحكمت حياتهم وحافظوا عليها ونذكر منها: 2- الاحتشام والتواضع والعفاف 3- يغلب عليهم طابع التناهي في اللطف والادب واللباقة 4- مبدأ احترام الضيف 5- الزواج وعادة ( الخطيفة): وهو مفهوم مختلف عما هو في المجتمع العربي فعند الشراكسة يقوم الاتفاق بين الشاب والفتاة على زواج شرعي وقانوني يكون سببه الأساسي تسريع إجراءات الزواج واختصارها أو إخبار الأهل أنها اختارت هذا الرجل ليكون زوجًا لها ولا تتم الخطيفة إلا بالطريقة الاتية: يتفق الشاب والفتاة على موعد للخطيفة فتخبرالصبية صديقة لها أو أكثروفي الموعد يأتي الشاب برفقة مجموعة من الأصدقاء ذكورا وإناث لمنزل الصبية لاصطحابها إلى منزل والديه أو إلى منزل وجيه من وجهاء الشركس وبمجرد ركوبها العربة يطلق أصدقاؤه الأعيرة النارية للإعلان عنه وعند وصولها إلى المنزل يسارع صاحب المنزل إلى تشكيل وفد يذهب إلى منزل الصبية يعلمهم بالأمر ويطلب الحصول على موافقتهم على اتمام الزواج ومن ثم تجري مراسم الزواج كما هي العادة المتبعة. 6- ومن عادات وتقاليد الزواج ايضا : لا يوجد تعدد زوجات عند الشركس إلّا إذا استدعى الأمر لذلك كعدم قدرة الزوجة على الإنجاب أوبسبب المرض فتبحث هي بنفسها عن زوجه ثانية لزوجها لتسد مكانها في الحياة الزوجية . ولا يفضل الطلاق بين الشراكسة ويعتبرونه قلة رجولة ونقص في العقل ويتم عدم احترام الرجل الذي طلق زوجته. الاعراف الشركسية: يوجد لديهم مايسمى ( الخابزة ) وهي أنظمة ومبادئ رئيسية لمجموعة من القوانين الغيرمكتوبة التي تنظم قواعد حياتهم وفقا لكل زمان ومكان كانوا يعيشون فيه ومن الملاحظ عندهم أنها ثابتة تقريبا ويتمسكون بها بقوة ويعملون على عدم تغيرها هذه بعض من جوانب العادات والتقاليد من حياة الشركس الممتده لألاف السنين ولكنها تخلت عن أجزاء من هويتها بسب انصهارها داخل المجتمعات التي تعيش داخلها وبسبب العولمة والتطورالحضاري . المجلس العشائري الشركسي في الأردن: وهو مجلس تم إنشاءه عام 1962 من عشائر الشركس والشيشان وقد تولى دولة سعيد المفتي اول رئيس له وكان يضم 15 عضوا منهم المنتخبين من قبل ممثلي التجمعات الشركسية والشيشانية وجمعياتهم في مختلف المدن والمناطق التي يقطنها الشركس والشيشانيون، وكان يجدد كل بضعة سنوات أو كل سنتين وفقا لقانون متفق عليه من قبل الجميع. ولكن الشيشانيين انفصلوا عن هذا المجلس وأصبح المجلس مجلسا عشائريا شركسيا فقط. وتكون مهمته متمثله في الدفاع عن حقوق الشركس والحصول على أكبر دعم ممكن لجمعياتهم الخيرية ومختلف النشاطات الشركسية ويقوم بفض النزاعات والإصلاح بين الأطراف المتنازعة كما يدعو الى التقرب مع الجمعيات الشركسية الاخرى في باقي الدول والابقاء على جسور التواصل بينها الشركس وتعايشهم داخل المجتمع الأردني ) ولقد اندمج الشركس بشكل سريع بالمجتمع الاردني واصبحوا من احد المكونات الاساسية فيه ولم يشعروا بالنقص والدونية داخله اذ تمتعوا بكامل الحقوق المدنية والسياسية من عدالة وحريات وتكافؤ الفرص ونفذو ما عليهم من واجبات ابتدأ من أهم مؤسسات المملكة وهي حراسة القصور الملكية التي أُسندت اليهم تكريما لهم لإسهامهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار بقيادة الفريق ميرزا باشا وصفي أبزاخ في ذلك الوقت وكانت مهمتها حراسة الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين انذاك وما زلوا يقومون بواجبهم الى يومنا هذا. وانتهاء بحق التمثيل في البرلمان الاردني حيث اوجد قانون الانتخابات الأردني للشركس والشيشان معا ونذكر من نوابهم : النائب روحي شحالتوغ , الشركس في الحياة الحزبية الأردنية ) نلاحظ ان هناك غياب او تقليل من قبل الشركس في المشاركه في الحياة الحزبية داخل الاردن ويعود ذلك حسب رأي بعض المحللين السياسين الى ان الشركس كأقلية تقوم على التقرب من نظام الحكم والابتعاد عن كل مايجعل علاقة الشركس بالنظام والحكومة غير جيدة. ولقد حصل منهم على ألقاب تشريفيه ملكية ( لقب أمير ) سمو الأمير حسين بن ناصر ميرزا وسمو الأميرة سناء عاصم ونذكر منها. السياسية : 1- دولة سعيد المفتي: رئيس وزراء الاردن اربعة مرات ورئيس مجلس الاعيان لعدة سنوات ورئيس مجلس الامة الاردني.