لقد عشت على ساحل المسيسيبي لمدّة ثلاثين عام ً ا، وشهدت أربعة أو خمسة أعاصير وعددًا لا يحصى من العواصف الاستوائيّة. قبل أن يضرب إعصار كاترينا في أغسطس 2005، قلت في نفسي "في حال تحطّم منزلي، سأعيش في منزل أمي أو منزل أخي"؛ بالي أبدًا أن ّ جميع منازلنا ستتحطّم. في ليلة الجمعة (26 أغسطس من العام 2005) أحكم البعض إغلاق نوافذ منازلهم بدعائم خشبيّة. توقّعاتهم حول الإعصار. أم ّ ا عنّي، يوم السبت، انتقلت إلى منزل صديقتي واصطحبت معي والدتي البالغة من العمر 81 عام ً ا وابنة أخي البالغة من العمر 28 عام ً ا وزوجة أخي. جهّزنا ملابسنا وموادّ غذائيّة وعبوّات ماء. يوم الأحد، عرضت نشرات الأخبار التلفزيونيّة دوّامة الإعصار وهي تتّجه نحو موقعنا مباشرةً. الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، بدأت الرياح بضرب المنزل. أيقظت الجميع واستمعنا إلى الراديو. قد تحطّمت جميعها. آنذاك، أيقنت أنّنا في ورطة كبيرة. نظرنا إلى الخارج، كائنًا حيًّا متوح ّ ش ً ا يتنفّس، فالسقف كان يرتفع من مكانه، والمنزل برم ّ ته كان يبدو وكأنّه يتمدّد أفقيًا، ثمّ كان السقف يعود إلى مكانه. النهاية تناثر المنزل أجزاء متطايرة في الهواء. في اليوم التالي، خرجنا لنشاهد ما حدث. كانت الرياح لا تزال قوية كفاية لإزاحة سيارتي الصغيرة. مررنا بوسط المدينة، وأشجارًا وطرقًا. فحاولنا الدخول من الطرف الآخر، لكن ّ كان ثم ّ ة أشجار كثيرة متساقطة. وصلت أوّلً إلى الباحة الأماميّة لمنزل أمي، كان كل ّ الكهربائيّة المقطوعة متناثرة في كل مكان. عند التفافنا نحو الشارع الذي يقع فيه منزلي، شيء قد م ُ ح ِ ي منها بالكامل. لكن ّ العجيب، أنّني عثرت على خاتم زفافها في الوحل، بوالدي؛ إنّهما كل ّ ما تبقّى لي من أم ّ ي. منزلي اختفى بالكامل. ركعت على بلاطة منزلي وقلت بصوت ٍ عال ٍ ، "إنّني ممتنّة للغاية لأن ّ الناس الذين أحبهم لا زالوا أحياء"، وبكيت. قد عشت 20 عام ً ا بسعادة في ذلك المنزل، واشعر أنني محظوظة. بعد كارثة التسرّب النووي. تحوّل كل شيء إلى اللون البنّي، الملابس كانت تتدلّ من الأشجار والحطام في كل مكان. تتسرّب من الأرض. بعد أن حفرت طويلً في الوحل، قررت أن أتوقّف وأعيد بناء حياتي من جديد.