ونحن نهاجم اليوم من طريقين : طريق الشبهات، وطريق الشهوات والأول مرض أشد خطراً وأكبر ضرراً، ولكنه بطيء السريان فليس كل من تلقى إليه شبهة يقبلها، ولكن كل من تثار له من الشباب شهوة يستجيب لها، فهو مرض سريع الانتشار كثير العدوى، وإن كان يُضني ولا يفني ويؤذي ولا يميت، والأول كفر وهذا يوصل إلى الفسق . وقد كتبت بعدها وحاضرت وأذعت وحدثت كثيراً كثيراً، ولكن بقي لهذه المقالة بفضل الله أثرها في نفس قارئها وقارئتها، أسأل الله أن ينفع بها وأن يثيبني ويثيب ولدي وصهري محمد نادر حتاحت الذي ينشرها اليوم عليها . الله ولم أبدل فيها ولا في أختها (يا ابني) حرفاً . كيف وقد قرئت في الشرق والغرب، وطبعت في الشام يا بنتي ، ولقيت الناس، فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من لم تسمعيها من غيري . وما صنعنا شيئاً، ولا أزلنا منكراً، بل إن المنكرات لتزداد، حتى لم يبق بلد إسلامي - فيما أحسب - في نجوة منه، وستر العورات، والنحور . ولم نعرف طريقه. وعملت لا تخطوها المرأة أبداً، ولولا لينك ما اشتد، أنت فتحت له وهو الذي دخل قلت للص تفضل . صرخت : أغيثوني يا ناس، سرقت . وأنهم جميعاً لصوص، احتراس الشحيح من اللص. 6 وإذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها، يريد منك أعز شيء عليك عفافك الذي به تشرفين، ثيابها ثم تصورها بلا ثياب . إي والله، أخلف لك مرة ثانية، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق، لسمعت مهولاً مرعباً، وما يبسم لك الشاب بسمة، ولا يلين لك كلمة، ولا يقدم لك خدمة إلا وهي عنده تمهيد لما يريد، أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري . تشتركان في لذة ساعة، ثم ينسى هو، وتظلين أنت أبداً تتجرعين غصصها، يمضي (خفيفاً) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك (1) أنت ثقل الحمل في بطنك، والوصمة على جبينك، يغفر له هذا المجتمع الظالم، ويقول: شاب ضل ثم تاب ولو أنك إذ لقيته نصبت له صدرك، وزويت عنه بصرك، ونزلت به على رأسه لو أنك فعلت هذا، لرأيت من كل من يمر في الطريق عوناً لك عليه، ولما جرؤ بعدها فاجر على ذات سوار، يسأل الصلة بالحلال، جاءك يطلب الزواج . لا تجد البنت أملها الأكبر وسعادتها إلا في الزواج، وأما موقرة، وربة بيت سواء في ذلك الملكات والأميرات وممثلات هوليود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع كثيرات من النساء. وأنا أعرف أديبتين كبيرتين في مصر والشام، جمع لهما المال والمجد الأدبي، ولكنهما فقدتا الزوج فقدتا العقل وصارتا مجنونتين، الأسماء إنها معروفة !! . والفاسقة المستهترة لا يتزوجها أحد حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج، إن هي غوت وسقطت تركها وذهب - إذا أراد الزواج - فتزوج غيرها من الشريفات، لأنه لا يرضى أن تكون ربة بيته، بنته امرأة ساقطة ! . إذ لم يجد البنت الفاسقة أو البنت المغفلة، التي تشاركه في الزواج على دين إبليس، وشريعة القطط في شباط، طلب من تكون زوجته على سنة الإسلام. فكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور. فلماذا لا تعملن، وطرق إفهامها، ولأنه لا يذهب ضحية هذا الفساد إلا أنتن : البنات العفيفات الشريفات البنات الصينات الدينات . في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن | الزواج لا يجدن زوجاً، لأن الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات، ولعل مثل هذا في غير الشام أيضاً . أخواتكن الضالات إلى الجادة، خوفنهنَّ الله، فإن كُنَّ لا يَخَفْنه، فحذرنهن المرض، قلن لهن : إنكن صبايا جميلات فلذلك يقبل الشباب عليكن ويحومون حولكن، ولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال؟ ومتى دام في الدنيا شيء حتى يدوم على الصبية صباها وعلى الجميلة جمالها؟ فكيف بكُنَّ إذا صرتن عجائز محنيات الظهور، مجعدات الوجوه ؟! من يهتم يومئذ بكن؟ ومن يسأل عنكن؟ أتعرفن من يهتم بالعجوز ويكرمها ويوقرها؟ أولادها وبناتها، ومتوجة على عرشها على حين تكون الأخرى . . . . - . عليه (۱) ! . فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام ؟ وهل تشتري بهذه البداية تلك النهاية ؟ . ولا تعد من وسيلة إلى هداية أخواتكن المسكينات الضالات، والناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن. *** وأنا لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت عليه المرأة تدعسها، فقال لي : أتدري أن هذه العجوز كانت يوماً جميلة البلدة، لم تعد تجد من يمسك بيدها !! المسلمة حقاً، لا ، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة، إنكن قصرت الثياب شعرة شعرة، والرجل الفاضل لا يشعر به، والمجلات الداعرة تحث عليه، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الإسلام، ولا ترضى بها النصرانية، إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها وذَوْداً عنها، وعلى الشواطىء في الإسكندرية وبيروت رجال مسلمون، لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الأجنبي، ولا أكفهنَّ . .. ولا نحورهن . . . بل كل شيء فيهن !! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجمل ستره، وهو حلقتا العورتين، ‏A وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية، وفي الجامعات المسلمة شباب مسلمون يجالسون بنات ولا ينكر ذلك الآباء المسلمون ولا الأمهات المسلمات وأمثال هذا !! . ولا بوثبة عاجلة، من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل، ولو وجدناه الآن طويلا ، أما كشف الوجه، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان على عفافها فأمره أسهل، وما هو إلا ستر للمعايب وتجسيم للجمال، وإغراء للناظر. السفور إن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراماً متفقاً على حرمته، وكان ستره عند خوف الفتنة واجباً. أما الاختلاط فشيء آخر، وأن تستقبل الزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها، أو أن تحييه إن قابلته في الترام، وأن تصافح البنت رفيقها في الجامعة، أو أن تصل الحديث بينها وبينه، وتستعد معه للامتحان، وركب في كل الميل إلى الآخر، فلا تستطيع هي ولا هو ولا أهل الأرض جميعاً، وأن يساووا) بين الجنسين (١)، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل وإرضاء ميولهم، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر، وما يأملون به من لذائذ أخر؛ ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به، والروح الرياضية، من المعنى فكأنه الطبل . وكذابون لأن أوروبة التي يأتمون بها، ولا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل، ولكن الحق ما جاء من هناك : من باريس ولندن وبرلين ونيويورك ، الجامعة، والتكشف في الملعب والعري على الساحل (۱) ، ولو كان الشرف والهدى والعفاف طهارة القلب وطهارة الجسد. وإن في باريز في باريس يا ناس) آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يسرن مع شاب، بسلامتها من الفحش والفجور، اللذين لا يخلو منهما مع الأسف واحد من هذه التهريجات) والصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة الجاهلة بالفن السينمائي مثل