الفرقة الحديثة « البروتستانت » شدة الكنيسة على الناس والعلماء : ازدادت الكنيسة الكاثوليكية قبل الإصلاح الديني تشددًا، وفرضت على الناس والعلماء آراء متطرفة. فقد قرر مجمع لاتيران الرابع عام 1215 القضاء على الهراطقة، ولم تكتفِ الكنيسة بقتل من جاهروا بآرائهم، بل نقبوا في القلوب والنفوس بمحاكم التفتيش فألحقوا الأذى والتعذيب. وفي القرن الخامس عشر، حاول الأساقفة الفرنسيون إصلاح الباباوات، لكن المجمع انتهى بإصدار أمر بحرق المصلح جون هوس. اختلف العالم أبيلارد مع وجهة نظر الكنيسة حول كفارة المسيح، وسُجن حتى وفاته. سُجن جاليليو بسبب رأيه في الكون، على الرغم من أنه لم يكن له علاقة بالدين. ولم ينجح حتى الملوك من طغيانها ، أو حرب وخصام . كان ذلك سببا في أن صار البابا لا سلطان لأحد من ولاة الأمر عليه ، وقد تقرر هذا من بعد كما صار تعيين البابوات باختيار المجامع ، لا بتعيين ملك أو أمير ، مهما تكن قوته وسطوته ، وصار البابوات بعد تعيينهم غير خاضعين بأي نوع من أنواع الخضوع لأي ملك من الملوك ، مهما تكن مكانته ، والراعي والرعية ، فليس لأي ملك سلطان على البابا ، لأنه مسيحي ، وله السلطان الكامل على كل المسيحيين ، ولأن البابا خليفة لبطرس الرسول وبطرس الرسول أقامه المسيح رئيسا على الحواريين من بعده ، قرارات الحرمان الملوك : ويجسد المجمع الثالث عشر الذي عقد في ليون بفرنسا عام 1245، ما تفرضه الكنيسة على الملوك من أوامر تصل إلى حد الحرمان الكنسي والطرد، مما يؤثر على شعوبهم ويدفع الملوك إلى حماية أنفسهم بالاستخفاف برجال الدين. وتمتد معاملة الكنيسة القاسية إلى الجميع، بغض النظر عن السلطة أو الدين، تدّعي الكنيسة الحق الحصري في تفسير الكتاب المقدس، فعليهم أن يشككوا في عقولهم وليس البابا. لقد أعلنت الكنيسة العديد من المبادئ غير الكتابية وألزمت المسيحيين بها. يمكن أن يؤدي الاختلاف إلى العقاب. مسألتا الاستحالة والغفران : افراط الكنيسة في استعمال حق الغفران : باعت الكنيسة الغفران كسلعة، مما أدى إلى تجاهل الانضباط الديني والتعاليم الدينية. وهذا يتعارض مع توصية المجمع بالاعتدال. سلوك رجال الدين الشخصي: كان من المتوقع أن يتمسك رجال الدين بمعايير أخلاقية عالية، لكن بعضهم انخرط في سلوك غير أخلاقي، كان رجال الدين الأقل رتبة يعيشون في فقر. وتُخضع من يتهمها للعذاب، وتبالغ في سلطاتها، يشير النص إلى عصر النهضة، حيث كانت إرادة الإنسان والعقل حاضرين، ويؤكد على أنه لا واسطة بين الله والعبد، دعوة بعض رجال الدين الى الاصلاح : دعا منتقدو وضع رجال الدين إلى إصلاحات تتماشى مع القواعد الدينية، دافع جون هوس عن هذه الأفكار في المجمع. ففرنسا كانت مستاءة من الحرمان الكنسي، أما شمال أوروبا فقد ربطت بين الدين والحضارة وانتقدت عيوبها. ظهرت أصوات تطالب بإصلاح الكنيسة وتنتقد حالها وفسادها. الدعوة الهادئة: رفض أرزم، صديق البابا ليو العاشر، بينما دافع توماس مور عن سلطة البابا الدينية وسيادته. سعى كلاهما إلى الإصلاح من داخل الكنيسة واحترما قادتها. النقد العنيف: لم تنجح الدعوات السلمية لإصلاح الكنيسة، مما أدى إلى انتقادات عنيفة وتغيير أسرع. كان من الشخصيات الرئيسية في هذه الحركة مارتن لوثر وزفينجلي وكالفن. ووجهه والده نحو الطريق الديني، على الرغم من دراسته للقانون في البداية. أصبح شخصًا متدينًا متدينًا متدينًا وناقدًا لما يراه من آثام. وقد دفعته دراسته للفلسفة، إلى التشكيك في صحتها. تركته رحلة حج إلى روما يشعر بخيبة أمل بسبب فساد رجال الدين، وعند عودته إلى ألمانيا، اشتدت خيبة أمله في رجال الدين عندما سعى البابا ليو العاشر إلى إعادة بناء كنيسة القديس بطرس في روما عن طريق بيع صكوك الغفران. المعلقة على باب الكنيسة، باهتمام واسع النطاق. ونتيجة لذلك، تم استدعاؤه للمحاكمة أمام محاكم التفتيش. يحاكمه مجمع وورمز في عام 1521، لكنه يطلب من البابا أن يثبت خطأه. ويعلن الإمبراطور حرمانه من الحقوق المدنية، ولكنه يظل محمياً ويستمر في نشر دعوته. في عام 1529، يحتج أنصاره على تنفيذ قرار حرمانه عام 1521 ويطلق عليهم اسم البروتستانت. بعد وفاة لوثر وانتهاء حروب الإمبراطور، يواجه البروتستانت اضطهادًا شديدًا قبل أن تتم المصالحة. كان لوثر مصلحاً لا هدّاماً، أنكر حضور المسيح في العشاء الرباني وتحول الخبز والخمر إلى جسد ودم. رفض حق الكنيسة في الغفران، الذي كان معاصرًا لوثر، الكنيسة في سويسرا، وعارض صكوك الغفران وفسر العشاء الرباني تفسيرًا مجازيًا. حيث كان حضور المسيح روحيًا فقط. وعلى الرغم من توافق مبادئه مع مبادئ لوثر، حيث افتقرت إلى امتداد لوثر الإقليمي ورعاية الأمير والظروف السياسية للانتشار السريع. كلفن واثرة في الإصلاح: وُلد جون كلفن في فرنسا عام 1509، ودرس القانون ثم تحول إلى الدراسات الدينية. وبعد إعلانه عن آرائه، نظّم المذهب البروتستانتي بعد وفاة لوثر، مؤمناً بالحكم الذاتي للكنيسة وبأن المسيح ليس حاضراً في العشاء الرباني. العشاء الرباني رمزي ويحيي ذكرى مجيء المسيح في الماضي والمستقبل. إنشاء كنائس للمصلين: وعندما رفض رجال الكنيسة الإصلاح، وبعد أن يئس الإصلاحيون من كليهما، أسس المصلحون كنائسهم الخاصة التي سميت بالكنائس الإنجيلية الخاضعة لسلطة الكتاب المقدس وليس كنيسة روما. وإن لم تصر جميعها على العقيدة الجديدة. أهم مبادئ الإصلاح: وتقيس كل أوامر الكنيسة وقرارات المجامع على الكتاب. يجب أن تتوافق جميع المعتقدات مع الكتاب المقدس، وأي تقليد أو بيان من الآباء أو المجامع يجب أن يتوافق مع نصوصه. ويمنح المذهب الجديد حق التفسير لجميع الأفراد المتعلمين، ويفتح الباب لفهم أوسع، وقبول آراء رجال الدين فقط إذا لم تتعارض مع آيات الكتاب المقدس الواضحة. لا رياسة في الدين: ب ) تفتقر الأديان إلى القيادة المركزية؛ ولا توجد رئاسة كنسية شاملة. فالكنائس لها سلطة الوعظ والإرشاد وشرح الدين، ولكن ليس لها سلطة متوارثة من الرسل أو المسيح. ج ) سلطة الكنيسة تقتصر على إرشاد غير المدركين للأوامر الدينية، يُنظر إلى غفران الخطايا على أنه نتيجة عمل الإنسان وعفو الله عنه وتوبته. أي أساس آخر للمغفرة مرفوض. د ) ويرفض المسيحيون الصلاة بلغات غير مفهومة لأن الصلاة هي فعل خضوع شخصي وتعبّد للمصلّي، تتطلب فهم الكلمات والمقاصد. هـ ) يعتقد البروتستانت أن العشاء الرباني هو تذكير بفداء المسيح في الماضي والمستقبل، معترضين على إيمان الكنيسة بأن الخبز والخمر يتحولان إلى جسد المسيح ودمه. معتبرين العشاء الرباني تذكيرًا رمزيًا بالفداء ومجيء المسيح في المستقبل. و ) يجادل الإصلاحيون ضد الرهبنة ويرون أنها غير ضرورية ومضرة بجسم الإنسان، وتؤدي إلى كبت الغرائز وترك الحلال إلى الحرام. ويرون أن الرهبنة تجعل رجال الدين يبحثون عن اللذة في الحرام بدلًا من "الماء العذب" الذي شرّعته القوانين والمجتمع الإنساني. عدم إتخاذ الصور والتماثيل: ما لم ينقضه المسيح أو الرسل. ويرى الباحث البارز أمين الخولي أن المسيحيين المصلحين تبنوا هذا الموقف متأثرين بالإسلام. المسيحيون لم يسيرو في منطقهم إلى أقصى مداه: تحدى المصلحون في المسيحية الكنيسة برفضهم سلطتها على النفوس وسلطة المجامع. ومع ذلك،