الانسان من بين الموجودات مخلوق خلقة تصلح للدارين ، وذلك ان الله تعالى قد أوجد ثلاثة انواع من الأحياء ، نوعاً لدار الدنيا وهي الحيوانات، ونحو ذلك من الاخلاق الشريفة ووجه الحكمة في ذلك انه تعالى لما رشحه لعبادته وخلافته وعمارة ارضه وهيأه مع ذلك المجاورته في جنته اقتضت الحكمة ان يجمع له القوتين ، كما لم يصلح لذلك البهائم ولا المجاورته ودخول جنته . ولو خلق كالملائكة معرى عن الحاجة البدنية لم يصلح لعمارة ارضه كما لم يصلح لذلك الملائكة حيث قال تعالى في جوابهم: إني اعلم ما لا تعلمون فاقتضت الحكمة الالهية ان تجمع له القوتان، وانه لم يُخلق عبثاً كما نبه الله عليه بقوله : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم