في عهد صلاح الدين، كانت الدولة مزدهرة اقتصاديًا بسبب مواردها الغنية، والتي شملت كنوز الفاطميين، الجزية من غير المسلمين، فدية الأسرى، غنائم الحروب، وخراج الأراضي. اهتم صلاح الدين بالزراعة والتجارة، فشجع الزراعة ووسائل الريّ لضمان وفرة المحاصيل، مما أدى إلى تعاون بين مصر والشام في تبادل المحاصيل وتعزيز المصالح الاقتصادية. كانت مصر حلقة وصل بين الشرق والغرب، مما أدى إلى ازدهار التجارة الأوروبية، وخاصة في مدينتي البندقية وبيزا. اهتم صلاح الدين بالصناعات أيضًا، فأولى اهتمامه بصناعة السلاح، المنسوجات، الملابس الحريرية، سروج الخيل، الزجاج، الخزف، والسفن. وكان الحرفيون والصناع في عهد الدولة الأيوبية ملتزمين بتقاليدهم الموروثة، حيث ظلت طوائف العمال والحرف على نفس النظم والأساليب الصناعية القديمة، وانتظم الصناع في نقابات تحمي حقوقهم وتشرف على أداء واجباتهم. تميزت سياسة صلاح الدين المالية بإلغاء المكوس والضرائب غير الشرعية، واكتفاءه بالموارد الشرعية من زكاة، وجزية، وخراج، وغنائم، وعشور التجارة. وكانت المستشفيات في عهد صلاح الدين هي أماكن تعليم الطب، حيث يتلقى الطلاب المحاضرات ثم يطبقونها في علاج المرضى. قام صلاح الدين ببناء مجموعة من المستشفيات في عصره، من أهمها المستشفى الناصري في القاهرة، وبيمارستان الإسكندرية، البيمارستان الصلاحي بالقدس، وبيمارستان عكَّا.