- منشأ وتربية طه حسين: 1 رحلة حياة وتكوين والأدبية فّي اّلعالم اّلعربي ولد طّه حّسين عّلي سّلامة عّامّ 1908 م فّي قّرية اّلكيلو−إقليم اّلمنيا− اّلتي تّبعد عّن مّدينةّ الخامس بّين أّحد عّشر وّلدا لّأمه كان وّالده حّسين يّعمل فّي شّركة اّلسكر حّتى سّنةّ 1932 م. 1 نشأته ومساره العلمي و التعليمي طفولة طّه حّسين كّانت مّليئة بّالتحديات، لمباني اّلدائرة اّلسنية، وّكانت أّوضاعه اّلمالية ضّعيفة جّدًا. قضى طّه حّسين أّيام طّفولته بّين هّؤلاء اّلإخوة فّي مّسكن حّكومي تّابع لّمباني اّلدائرةّ والدته وّأخته اّلكبرى 2 وّكان لّآفة فّقد اّلبصر أّعظم اّلأثر −ّ سًّّلبا وّإيجابًا −ّ عّلى حّياتهّ من اّلاحتياط عّند تّحدثهم إّليه أّو مّعاملتهم لّه, والأهازيج اّلتي كّانت مّتداولة فّي قّريته فّتعلم حّسن اّلاستماع وّالتقاط اّلمعلومة 3 كّانت طّفولته مّميزة بّالمشاعر اّلإنسانية اّلعميقة. ساعده عّلى حّفظ اّلكثير مّن اّلمعلومات فّي وّقت قّصير. يكتسب صّفات مّثل اّلهجاء وّالعناد ونظرا لّفقده اّلبصر فّقد كّان تّركيزه عّلى حّاسة اّلسمع شّديدًا مّما يّسر لّه حّفظ اّلكثيرّ وّقد تّركت اّلبيئة اّلقروية أّثرا فّي حّياته, هذه اّلحياة اّلضيقة اّلهجاء وّالعناد, فأبصر بّعينها −ّ عّلى حّد قّوله− وّظلت هّذه اّلخلفيات فّي اّللاوعي كّامنة تّبرز فّيّ الأزمات فّتكشف عّن أّسلوبه فّي اّلعناد اّلمشوب بّالخوف أّحيانا, فقدان بّصره أّثر تّأثيرا بّالغا فّي نّمط حّياته وّسيرها، ومن أّبرز مّا يّصور ذّلك مّوقفه مّن وّالديه وّمن شّيخه فّ ي اّلكتاب وّمن كّان يّقومّ والكذب وّأن اّلإنسان يّظلمه أّقرب اّلناس إّليه حّتى لّو كّان أّبوه، تعصم اّلأب وّالأم مّن اّلكذب وّالعبث وّالخداع 2 . يظهر مّوقف طّه حّسين مّن وّالديه وّمن شّيخه وّالعريف اّلذي كّان يّقوم بّمراجعة اّلقرآنّ الكريم مّعه كّمظهر وّاضح لّعلامات اّلعناد وّالاندفاع اّلتي ظّهرت عّليه مّنذ سّن مّبكرة. وّأنه مّن اّلممكن أّن يّتعرض اّلإنسان لّلظلم حّتى مّن أّقربّ الناس إّليه، تحدث بّكل شّراسة عّن اّلعريف وّسيدنا ، وسلبياتهما مّا كّان يُّخفيه مّن اّلآخرين، يجد فّي ذّلك اّلتحدث بّطريقة مّفرحة شّفاءً لّروحه اّلمنكسرة ويقول فّي مّقام آّخر: "ّوهنا أّطلق لّسانه فّي سّيدنا وّالعريف إّطلاقا شًّنيعا, عيوبهما وّسيئاتهما مّا كّان يّخفيه, كما حّفظ اّلكثير مّن اّلأشعار وّالأوراد وّالأدعية وّأناشيد اّلصوفية وّغير ذّلك . ولما بّلغ اّلثالثة عّشرة مّن عّمره أّرسله وّالده مّع أّخيه اّلأكبر )ّمحمد( لّيدرس وّيتلقىّ وّق د قّدم لّه أّخوه كّتاب أّلفية بّن مّالك, قبل ذّلك بّعام لّلاطلاع عّليها قّبل اّلالتحاق بّالأزهر لّلدراسة فّيه انضمام طّه حّسين إّلى اّلأزهر وّ شّاركته فّي مّختلف حّلقات اّلعلم مّن حّديث وّفقه وّتوحيدّ الأدب اّلتي كّان يّنبغي عّليه حّضورها، المرصفي اّلذي كّان يُّعد أّحد رّواد اّلأزهر فّي دّروس اّلأدب، التحق طّه حّسين بّالأزهر عّامّ 1902 م وّبقي فّيه إّلى عّامّ 1908 م, المدة مّنتقلا بّين حّلقات اّلدروس مّن حّديث وّفقه وّتوحيد وّمنطق وّنحو وّأدب، إلى شّئ مّنها عّدا اّلأدب فّقد كّان شّغوفا بّه حّريصا عّلى حّضور حّلقاته, الشيخ سّيد اّلمرصفي اّلذي كّان يّلقي دّروسا فّي اّلأدب وّهذا مّاكان يّربط طّه حّسينّ طه حّسين كّان غّير مّرتاح لّلدراسة فّي اّلأزهر وّلم يّجدها مّناسبة لّه، مّع اّستخدام اّلسخرية فّي تّعبيره عّن ذّلك. وبأمثلة كّثيرة تّحامله وّمناقشاته اّلحادة مّع اّلشيوخ لكن طّه حّسين لّم تّعجبه اّلدراسة فّي اّلأزهر وّلمترق لّه, مّليء بّالأمثلة عّلى مّهاجمته اّلمشايخ وّلجاجته مّعهم(ّ » الأيام « بالجمود وّالتقليد وّ وّأثرت فّي نّفسهً تّأثيراً بّالغا وّغيرت مّجرى حّياته, وقطعت اّلصلة بّينه وّبين اّلأزهر مّما أّغضب وّالده وّأحزن وّالدته 2 اتصال طّه بّالجامعة اّلمصرية وّإعجابه وّانبهاره بّها تّرك أّثراً عّميقا فًّي شّخصيته وّغي رّ فّتسبب فّي قّطع اّلصلة بّينه وّبين اّلأزهر، شديدًا فّي نّفس وّالده، وفي اّلجامعة تّعرف عّلى اّلكثير مّن اّلأساتذة اّلمستشرقين وّاشتد إّعجابه بّهمّ أن تّستأثر اّلجامعة بّعقله كّله وّجهده كّله وّأن تّشغله عّن كّل شّئ آّخر, يدرس بّاللغة اّلعربية تّاريخ اّلأدب وّالشعر اّلأموي وّهذا اّلأستاذ سّنتيلانا يّدرس بّالعربيةّ أيضا وّفي لّهجة تّونسية عّذبة تّاريخ اّلفلسفة اّلإسلامية وّتاريخ اّلترجمة خّاصة. الأستاذ مّيلونيُّ يّدرس بّاللغة اّلعربية كّذلك تّاريخ اّلشرق اّلقديم إلى أّن يّقول:"وإذا اّلفتى يّخرج مّن حّياته اّلأولى خّّروجا يّوشك أّن يّكونً تّاما لّولا أّنهّ يعيش بّين زّملائه مّن اّلأزهريين وّالدرعميين 3 وّطلاب مّدرسة اّلقضاء وّجه اّلنهارّ وّلكن عّقله قّد نّأى عّن بّيئته هّذه نّأيا تّاما, نفسه وّدعاه إّلى أّن يّزوره فّي فّندقه وّأحب أّن يّقول لّه وّيسمع مّنه 4 واستمر طّه حّسين فّي تّلك اّلفترة فّي اّلكتابة فّي كّل مّن صّحيفة)الجريدة(ّ يشجعه عّلى إّلقاء اّلخطب وّإنشاد اّلشعر وّخاصة اّلشعر اّلوطني. إلى فّرنسا حّيث يّعتبر أّول مّن أّلقى فّي رّوعه اّلسفر إّليها وّالدراسة بّها أما لّطفي اّلسيد فّقد عّرفه عّلى اّلعديد مّن اّلشخصيات اّلأدبية وّالسياسية وّغيرها وّأشركهّ في اّحتفالات اّلجامعة اّلتكريمية 1. استمرار طّه فّي اّلكتابة فّي اّلصحف اّلوطنية وّتعرفه عّلى بّعض اّلشخصيات اّلأدبيةّ والصحفية شّجعه عّلى اّلإنتاج وّالإبداع وّالتأليف خّاصة اّلشعر . ظل طّه حّسين فّي اّلجامعة اّلمصرية اّلقديمة مّن عّامّ 1908 م إّلى عّامّ 1914 م حّين تّقدمّ إلى فّرنسا وّالتحق بّجامعة مّونبييليه فّدرس بّها اّلأدب اّلفرنسي وّاللغتين اّلفرنسيةّ طه حّسين أّمضى فّترة طّويلة فّي اّلجامعة اّلمصرية اّلقديمة وّكانت رّسالته هّي أّولى رّسائلّ الفرنسية لّه وّهو يّدرس فّي اّلجامعة وّيواصل دّراسته ثم عّاد بّعد ذّلك إّلى اّلقاهرة فّي عّامّ 1916 م, السوربون وّحصل عّلى شّهادة اّلليسانس عّامّ 1917 م, وقد أّنهى كّتابة رّسالته فّي عّامّ 1918 م وّرزق فّي اّلعام نّفسه بّابنته )ّأمينة( اّلتي كّانّ يدعوها بّ )ّمارجريت( وّعاد بّعد ذّلك إّلى اّلقاهرة فّي عّامّ 1919 م, وطنهً )ّمستغربا( مّحاولا تّطبيق مّنهج وّأساليب اّلغرب 2 كانت حّياته مّليئة بّالعطاء اّلأدبي وّالفكري، خلال أّعماله اّلمتنوعة اّلتي لّا تّزال تّلهم اّلأجيال اّلحالية وّالمستقبلية ضعفت صّحة طّه حّسين فّي أّواخر حّياته وّنتيجة لّذلك فّقدَ قّل إّنتاجه اّلأدبي ، بنوبة مّرضية أّواخر عّامّ 1393 ه ّ 1973 م نّقل عّلى إّثرها لّلمستشفى حّيث حّانت وّفاتهّ بعد أّيام قّلائل وّكان لّه مّن اّلعمر ثّلاثة وّثمانون عّاما،