وهناك ثلاثة اتجاهات أو آراء في تحديد مفهوم التعلم وهي : 1 - التعلم كعملية تذكر: ارتبط هذا المفهوم بأن عملية التعلم مرادفة لعملية الحفظ أو التذكر، وقد رجع هذا المفهوم إلى نظرية من النظريات التي كانت تنظر إلى الطفل يولد وعقله صفحة بيضاء وأن الخبرة والتعلم هما اللذان يمدانه بكل مواد المعرفة، والنظرية بهذا الشكل تعتبر العقل مخزن للمعلومات تخزن فيه بعد تعلمها عن طريق الحفظ لتستخدم عند الحاجة، والتعلم وفقاً لهذا المفهوم يرادف عملية " الحفظ أو الخزن والتعلم بهذا المععنى ولا يزال يجد أنصاراً عديدين في الأوساط التعلمية وما زالت الامتحانات وتقييم التلاميذ يقوم على أساس مقدرة الطالب على استرجاع ما يحفظه. وقد انعكس الأخذ بهذا المفهوم على عملية تخطيط المناهج الدراسية، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن المتعلم لا يحتفظ بعد فترة من حفظه لأى مادة إلا بقدر معين من المادة التي حفظها وأن هذا القدر يتضائل بمرور الوقت، كما أثبتت البحوث في مجال النسيان والاحتفاظ بالمعلومات خطأ هذي النظرية وأكدت على عملية الفهم في عملية التعلم ثم يأتي بعد ذلك عملية التذكر ان الحفظ فالمادة يجب أن يفهمها المتعلم أولاً حتى يستطيع أن يتذكرها بسهولة. وترى هذه النظرية أن العقل ينقسم إلى عدد من الملكات مثل التفكير، التذكر، الإدراك التخيل . وأن التعلم ينتج عن تدريب هذه الملكات العقلية. وتؤكد هذه النظرية على أن لبعض المواد أهمية خاصة في تدريب تلك الملكات، فمثلاً كان ينظر إلى الرياضة واللغات على أنها أجدى من غيرها في تدريب بعض ملكات العقل فإذا تدرب الفرد على التفكير في المسائل الرياضية، فإنه يمكنه أن يستخدم تفكيره في أى ناحية وبذلك تقوى ملكة التفكير عنده، وقد انعكست هذه النظرية على العملية التعليمية، فقد أصبحت بعض المواد هامة ليس لذاتها وإنما لكونها صالحة لهذا النوع من التدريب وأصبح الهدف من تكليف التلاميذ بأعمال معينة هو تدريب عقولهم. وقد أشارت الدراسات والأبحاث إلى خطأ هذه النظرية فلا أثر لانتقال التدريب إلا وفق شروط معينة . ينظر إلى التعلم من هذا المنظور على أنه عملية تغير وتعديل في سلوك الفرد وهذا التغير يستمر منذ ولادة الفرد إلى نهايته، فالطفل منذ ولادته وهو على اتصال بالبيئة يؤثر فيها ويتأثر بها ويحاول أن يتكيف معها فيغير سلوكه بحيث يتفق مع المواقف المختلفة التي يتعرض لها. وهناك العديد من التعريفات وردت بشأن التعلم تذكر منها: يعرف " ود ورث Wood Worth" التعلم بأنه نشاط يصدر عن الفرد ويؤثر في نشاطه المقبل، أي أن التعلم سلوك يقوم به الفرد يؤثر في سلوكه المقبل. فتعلم قراءة الصحيفة اليومية يساعد الفرد على قراءة كتب بنفس اللغة وتعلم الجمع يساعد على الضرب. ويرتبط من جهة أخرى بمحاولات الفرد المستمرة للاستجابة لها بنجاح، ولقد فطن ماكونل هنا إلى تحديد وجهة التغير ذلك أنه مشروط بالمواقف الحياتية المتغيرة ومن ناحية أخرى بالنجاح في التوافق معها، ومن المتعارف عليه أن التغيير قد يحدث نتيجة لكل من النضج والتعلم ويصعب فصل تأثير هذين المتغيرين عن الأخر. يشير " ميرسل " Mercell إلى أن التعلم هو ما يتضمن تحسناً مستمراً في الأداء وأن طبيعة هذا التغيير يمكن أن تلاحظ نتيجة التغييرات التي تحدث أثناء حدوثه. ويرى " جيتس " Gates أن التعلم يمكن أن ينظر إليه على أنه عملية اكتساب الوسائل المساعدة على إشباع الحاجات والدوافع وتحقيق الأهداف وهو كثيراً ما يتخذ صورة حل المشكلات بينما يذكر جيلفورد Guil Ford بأن التعلم ما هو إلا تغيير في السلوك ناتج عن استثارة . وهذا التغيير في السلوك قد يكون نتيجة لأثر منبهات بسيطة أو قد يكون نتيجة لمواقف معقدة ويرى الدريني ۱٩٨٥ بأنه على الرغم من وجود تعريفات عديدة ومختلفة للتعلم فإن أكثرها شيوعاً. هو " أن التعلم تغير شبه دائم في سلوك الكائن الحي نتيجة للخبرة والممارسة والتدريب، ومن الملاحظ على هذا التعريف ما يلي: مثل التغييرات التي تحدث نتيجة للتعب والاجهاد أو بسبب تناول العقاقير، وأدوية معينة حيث أنها لا تتمتع بدرجة من الاستمرارية كما أنها لا ترجع إلى الممارسة والتدريب. فالخبرة والممارسة والتدريب تحدث تغيرات عديدة لدى الكائن الحي لا ندركها مباشرة بل يستدل عليها مثل تغير سرعة أداء السلوك أو ۳) يشير هذا التعريف إلى أن التعلم يحدث نتيجة للخبرة والممارسة Practic والتدريب Training والخبرة هى كل ما يؤثر على سلوك الإنسان من الخارج ويؤدي به إلى الوعى بمثير أو منبة خارجي أو حدث داخلي والممارسة هي نوع من الخبرة المنتظمة نسبياً، أى أنها تكرار حدوث نفس الاستجابات أو ما شابهها في مواقف بيئية منتظمة إلى حد ما. أما التدريب أو التمرين Exercise فهو أكثر صور الخبرة تنظيماً ويتمثل في سلسلة منتظمة من المواقف ( تعليمات - مناقشات - امتحانات ) يتعرض لها الفرد. ٤) إن التعلم لا يحدث في كل المظاهر السلوكية، فالأوجاع العصبية والأفعال المنعكسة التي يولد الإنسان مزوداً بها لا تعتبر سلوكاً متعلماً، فكل الأفراد يستطيعون التنفس منذ ميلادهم وأنهم يحركون جفونهم كذلك دون تعلم ولكن بعض الأفعال المنعكسة التي يمكن تعديلها. ه إن التعلم لا يقتصر على الإنسان وحده، فكثير من الحيوانات تتعلم كيفية الحصول على الطعام بالقنص والصيد. وتؤدى حيوانات السيرك الكثير من الحركات التي تتعلمها. بالإضافة إلى ذلك فقد تعلمت الأميبا وهي وحيدة الخلية . أن تختار ذرات النشا من بين ذرات الرمال التي قدمت إليها . حيث قدم المجرب للأميبا النشا لتتغذى عليه حتى تعودت على ذلك النوع من الطعام،