تمهید: تقوم التربية على نقل الثقافة من جيل إلى آخر، من هنا كانت التربية ذات صلة بالكثير من العلوم، التاريخ، وعلم الاجتماع) بأكثر تفصيل فيما يلي: أولا علاقة علم التربية بالفلسفة: كانت الفلسفة منذ القدم تسمى أم العلوم، وكانت التربية أحد هذه العلوم المتضمنة فيها، فكل مذهب فلسفي له نظريته التربوية المنسجمة معه، وعليه ففلسفة التربية هي الشق التطبيقي لمختلف الآراء والنظريات التي سادت البشرية في مجال خاص هو التربية. فإننا لا نستطيع دراسة التربية الصينية دون التعرف على فلسفة "كونفشيوس وكذلك لن تتمكن من التعرف على التربية في العصور دون التعرف على أبرز المفكرين أمثال أفلاطون وسقراط وأرسطو، كما نتمكن من التعرف على التربية الاسلامية دون التطرق الى التربية الإسلامية. لن يقول جون ديوي: " يمكن وصف الفلسفة بأنها النظرية العامة للتربية. فالفلسفة التربوية تعمل على فهم التربية في مجموعها مفسرة اياها بواسطة مفاهيم عامة ونظريات. ثانيا علاقة علم التربية بعلم النفس تنطلق علاقة التربية بعلم النفس من ضرورة معرفة الكائن الذي تعطى له التربية، حيث يستمد علم التربية معارفه المتعلقة بنمو الفرد من علم النفس والتي يتوقف عليها بناء الطرائق والأساليب والمناهج التربوية ، كما تتجلى العلاقة بينمهما في دراسة موضوع التعلم ونظرياته والعمليات العقلية والدافعية للتعلم، فمن غير الممكن للتربية أن تؤدي وظيفتها بدون علم النفس الذي يركز على السلوك ودوافعه خاصة وأن التربية الحديثة تقوم على معرفة الطفل معرفة ناتجة عن البحوث النفسية. فقد بين بياجيه أن الروح العلمية للبحوث النفسية وطرق الملاحظة هي التي أنعشت علم التربية وذلك عندما تجاوزت ميدان العلم والبحوث بشكل عام إلى ميدان التجريب المدرسي. ثالثا علاقة علم التربية بعلم التاريخ التاريخ هو ذاكرة الشعوب، يسجل الجهود الفكرية للانسان، وهو ضروري ومهم لجميع العلوم، فالتاريخ يساعد القائمين على العملية التربوية بالتعرف على تجارب الاجيال السابقة ويستفيدون منها في فهم المشكلات التي مرت بها البشرية في مراحل تطورها والابتعاد عما هو غير صالح لتجنبه والبحث عما هو مفيد والاخذ به ان التربية في علاقتها مع التاريخ، تكون ما يسمى بتاريخ التربية الذي يدرس حركة المجتمعات البشرية وتفاعلاتها وتأثيراتها على التربية. رابعا علاقة علم التربية بعلم البيولوجيا : التربية تأخذ بعين الاعتبار مستوى النمو الذي بلغه الفرد، والنمو لا ينحصر في النضج البيولوجي فقط بل ينتج أيضا عن المؤثرات الخارجية، لأنها تجنبنا محاولات التعلم المبكر السابقة لأوانها والتي غالبا ما تكون غير مجدية وحتى ضارة، كما أن معرفة مراحل هذا النضج يشكل أحد أهم الشروط الأساسية لتعلم المواد الدراسية والطرائق التي تقترحها المؤسسات التربوية. وتجدر الاشارة أن وتيرة النمو وتطورات النضج تختلف من فرد الى أخر، يستخدم كمؤشر دقيق في هذا المجال. العلاقة بينهما وثيقة، ومما يدل على أهميتها وضرورتها وجود ما يسمى بعلم الاجتماع التربوي يدرس في جميع الكليات والجامعات في العالم، الذي نشأ وتطور في القرن العشرين، وهو العلم الذي يجمع بين علم الاجتماع وعلم التربية، حيث أن الأسس الاجتماعية مهمة في العملية التربوية، وانما في مجتمع له أسس اقتصادية وثقافية وسياسية وتربوية، والمجتمع في وجوده واستمراره وتطوره يحتاج الى تربية، سيما وان التربية تهدف في جملة ما تهدف اليه الى تكيف الانسان مع مجتمعه بما فيه من أنماط ثقافية وعادات مختلفة وذلك باستفادتها من النتائج التي توصل اليها علم