يُحكى أنّ رجلاً غنيًا كان له ولد يوشك على التخرّج من الجامعة. كان الابن يلحّ على والده أن يشتري له سيارة جديدة، فهو غني ويملك من المال ما يكفي لشراء السيارة وأكثر. وفي يوم التخرّج استدعى الأب ابنه إلى مكتبه، وقدّم له هدية مغلّفة مُهنّئًا إياه على تخرّجه ونجاحه. وقد حُفر على الغلاف اسم الابن بخطّ جميل. فرفع صوته على أبيه ورمى دفتر المذكّرات أرضًا ثمّ غادر المنزل ولم يعد إليه بتاتًا. ومنذ ذلك اليوم لم يرَ الابن والده. لقد انطلق في حياته بمفرده وأصبح ناجحًا وثريًا مثل أبيه. في أحد الأيام وبعد مرور سنوات عديدة، أدرك الابن أنّ والده يتقدّم في السنّ، وأن الوقت ربّما قد حان ليترك الماضي وراءه ويصالح والده، لكنه كان متأخرًا… إذ ما لبثت أن وصلته رسالة تُعلمه بوفاة والده، وعليه العودة إلى المنزل لإدارة ممتلكاته. كان وقعُ الصدمة كبيرًا على الإبن، وبقلب مُثقل بالندم وتأنيب الضمير، ذهب إلى منزل والده ودخل إلى مكتبه يتفقّد ممتلكاته وأوراقه المهمّة، فوقع نظره فجأة على الدفتر الجلدي الذي أهداه له والده قبل سنوات.