من المساهمات النظرية المهمة في نظرية التفاعل الرمزي، أنَّ الأفراد لديهم القوة لتجاهل المثير الذين استجابوا له في وقت سابق، وتفترض التفاعلية الرمزية أنَّ الذات الإنسانية عضوية فاعلة وليست ببساطة وعاء سلبيا تتلقى المثيرات وتستجيب لها؛ فالذات فعالة وخلاقة، والإنسان في نظر التفاعليين أكثر إبداعية وابتكارا؛ لأن التفاعل مع الآخر يبدأ بالسلوك ثم تفسير المعنى بتفاعل الفرد مع القيم والمعايير والأدوار والمكانة، وكل هذا يسمى (الإيماءات) وهي علامة التصرف ككل، فالرمز معناه باختصار : المثير الذي تعطيه استجاباته سلفًا) فتفكيرنا الذي يسري في داخلنا يمثل رموزا بالمعنى السابق تستدعي استجابات حسب الايماءات، وقد تكون الاستجابات مبتكرة قد لا تتفق وقيم المجتمع ومعاييره، فالتفاعل الاجتماعي في النظرية الرمزية يمر بثلاث مراحل وهي:١- يتصرف البشر مع الأشياء ومع الآخرين حسب معاني الأشياء، ومراكز ومكانات وأدوار الآخرين.٢- يظهر المعنى في الواقع نتيجة التفاعل الاجتماعي للمرء مع الآخرين، فالمعنى السلبي والإيجابي نتاج اجتماعي يبتدع ويظهر للوجود نتيجة التفاعل مع الآخرين فقط.٣-يستطيع الفرد تعديل معاني الأشياء وتعديل المواقف الإيجابية والسلبية التي يتفاعل معها بمبررات ذاتية واجتماعية مقبولة له، بصرف النظر عن تجانس مبررات الفرد مع قيم ومعايير المجتمع.لذلك تجد أنصار التفاعلية الرمزية يضعون فرقا بين الدور الاجتماعي للفرد والدور التفاعلي للفرد، والدور التفاعلي هو المقصود في نظرية التفاعل الرمزي، وفيه ابتكار وتجديد ويمثل مزاج الشخص، وهذا يعني أن يتصرف الفرد إزاء نفسه ومع الآخرين، وعند اتخاذ القرارات ويرسم الخطط والمقاصد، فالدور التفاعلي لا يستجيب للآخرين بطريقة محددة بنائيا، كالدور الاجتماعي المحدد ثقافيا في قيم ومعايير وعادات وتقاليد المجتمع، فالنظرية البنائية الوظيفية ترى أنَّ ذات الفرد ليست خلاقة أو مبدعة بالسلوك والعلاقات والمواقف، لأنها يجب أن يكون سلوك الفرد وعلاقاته واستجابته موافقًا للقيم والمعايير والأدوار والمكانات التي حددتها ثقافة المجتمع، فهي سابقة على ولادته ووجوده في المجتمع،