سعى شعراء إحياء النّموذج إلى تخليص الشعر العربي ممّا علق به من رواسب عصور الانحطاط؛ وذلك بإحياء النماذج القديمة في فتـرات ازدهار الشعر وبلوغه قمَّة صفائه ونُضْجِه. أبرزها الاتصال الحضاري بالغرب الذي نَتَجَ عن حملة نابوليون، هذه كلّها عوامل جعلت العرب يتساءلون عن أسباب تأخُّرِهم وتقدُّم غيرِهم، ومن ثمّ تخليص الشّعر العربي من الصّنعة والتّكلف والعناية باللّفظ وإهمال المعنى. ويُعَدُّ محمد مهدي الجواهري  من أبرز الرّواد الذين حملوا لواء شعر إحياء النّموذج، وهي قصيدة نَظَمَـها حينما كان منفيّا في جزيرة سَرنديب. فما مضمون هذه القصيدة؟ وما الحقول الدّلالية المهيمنة فيها،