حتى ظهرت في العالم أمارات يمن وعلامات خير تبشر بأن العصور المظلمة الطويلة عصور الجهل والظلم والاستبداد قد تقلص ظلها، وأن عصورا أخرى زاهية زاهرة أخذت تشق حجب الظلمات وتشرق على الإنسان بنور العلم وضياء الحرية، حتى أجمع رجال العلم على أنه لم يعهد في تاريخ البشر حادث له من التأثير في إعلاء شأن الإنسان ورفع مدنيته وإصلاح أحواله مثل ما لهذه النهضة. ولكنهم جميعا متفقون على أنها عاشت فتية قوية في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وبلغت غاية مجدها في القرن السادس عشر على أنها لم تأت مفاجأة ولم تباغت الناس مباغتة،