مثلت تلك االستكشافات لبنة أولى في طريق جمع معطيات اثنو غ رافية مهمة أكدت حقيقة التنوع الذي تعرفه الحضارات اإلنسانية.كما كان لعصر النهضة أثر بالغ في التمهيد لقيام دراسات علمية لإلنسان، وذلك من خالل تحجيم دور الفكر الالهوتي، باالستناد إلى التراكمات العلمية والفكرية التي تحققت على يد كل من ف ارنسيس بيكون وديكارت وكوبرنيكوس ونيوتن وكانط. ولعل هذه النقلةالنوعية قد أتاحت فرصة تطبيق المناهج المعتمدة في العلوم الطبيعية على دراسات اإلنسان والمجتمع.إن التطورات التي شهدتها مختلف المجاالت بشكل متزامن، قد شكلت األساس الممهد لقيام األنتروبولوجيا، وفي صدارة تلك الميادين الرسم باعتباره قائم على الوصف الدقيق لجسم اإلنسان، ليتعزز ذلك مع تطور علم التشريح المقارن، والذي ركز بالخصوص على الفوارق التي تطبع الجماجم البشرية وأخذ ذلك لتصنيف السالالت البشرية. كما تم االعتماد على عدة متغيرات لبناء تصنيفات قائمة على محددات هذا إلى جانب االهتمام باآلثار التاريخية.وفي سياق تغير المجتمعات األوروبية وتحت تأثير الثورة الصناعية اإلنجليزية والثورة السياسية الفرنسية، بمعنى تطور البحث في دراسة الثقافات اإلنسانية عبر اختالفاتها التاريخية