فالله -تعالى- يبتلي عباده بالخير كما يبتليهم بالشرّ، فكيف يكون الصبر ؟ ومن يُعنى به ؟ يعرف الصبر بأنّه حبس النفس، ويكون الصبر على ثلاثة أنواع:[٥] صبر عن معصية الله -تعالى-، فالنفس أمارة بالسوء، والشيطان يزين المعصية لابن آدم، وهنا يجب علينا أن ننظر إلى سوء العاقبة للمعصية، وأن نتذكر مراقبة الله -تعالى- لنا، فالعبادات تحمل مشقة تحتاج إلى صبر، صبر على الأقدار الصعبة والمؤلمة، فالإنسان أيها الأخوة معرض للوقوع في المصائب؛ فيكون الصبر عليها بعدم الجزع والندب، والطمع بالأجر والجزاء الذي أعدّه الله -تعالى- للصابرين، ، ومما يعين على الصبر تذّكر نعم الله تعالى التي منّ بها على العباد. فمن كان صابراً بالدنيا وفَّاه الله -تعالى- أجراً كبيراً في الآخرة، قال -تعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)،