مشكلة صراع الأجيال هي مشكلة بين ثقافتين مختلفتين ولكل ثقافة دوافعها وثوابتها التي تدافع عنها ولكن تكون المشكلة أكثر عمقًا عند الاقتراب من الأسرة الواحدة ورؤية شكل الصراع الذي يبدأ بخلاف في وجهات النظر وينتهي بكره من الأبناء وسيطرة أبويه من الناحية الأخرى ويتتبع كل ذلك عواقب وخيمة لا ترضي الطرفين، فمن المظاهر الشهيرة لما يحدث الآن هو بعض أشكال الملابس المختلفة والغريبة التي لم نرها من قبل بجانب تسريحات الشعر الملفتة للنظر والألفاظ التي تتبدل من وقت لآخر، ووجهات النظر المختلفة التي يتبناها الشباب سواء على حق أو لا ورغبة الكثير من الأجيال الناشئة في التقليل من السيطرة الأبوية وإعطائهم حرية التعبير والجدل والاعتقاد الفكري، وأغلب هذه الأمور ينعتها الآباء بأنها نتاج للحداثة والإنترنت وغياب القدوة وهي مجرد نتاج أحمق لعقول مراهقة بحاجة إلى أن تتأدب، وتختلف آراء الآباء وفكرتهم حول صراع الأجيال من أسرة لأخرى، فهناك بعض الأسر التي تتقبل إلى حد ما أفكار الأبناء وتستوعب الاختلاف الفكري الناتج لمعاصرة أبنائهم لما لم يعاصروه من أمور وهذه الفئة هي الأقل والأنجح بين أغلب الأسر، بينما يقوم أغلب الآباء برفض التغيير الثقافي والحملات العصيبة التي يشنها الأبناء حول آبائهم وبعد عدم التقبل يتحول الصراع إلى منحني آخر وهو منحنى السيطرة الأبوية الذي يستخدمه أولياء الأمور لمنع أبنائهم من فعل أشياء معينة يرونها حسب رأيهم لا تمثل الثقافة العربية ولا الأفكار التي تربوا عليها، فيمنع بعض الآباء أبنائهم من استخدام الفيس بوك أو من ارتداء ملابس معينة أو قول بعض الألفاظ وتكون النتيجة الطبيعية هي كره الأبناء للسيطرة الأبوية بل وفعل ما يريدون ويستطيعون من رغبات في الخفاء، وهذه هي المشكلة الأكثر تعقيدًا والتي حولت من صراع الأجيال الفكري والثقافي إلى مشكلة حقيقية ملموسة لها تبعاتها الخطيرة.