كان يسير تحت سماء صيف صافية وفوق حقول فاضت عليها اشعة الشمس مخترقا بساتين صغيرة ترقص وتتهامس في النسيم المنعش وكانت المنازل البيضاوية الزجاجية مبعثرة هنا و هناك تلك هي مساكن القرن الثاني و العشرين التي تدار الكترونيا و على ارتفاع منخفض حامت بعض سيارات الاجرة كطيور ر اسطورية وهناك ايضا بعض الرجال والنساء و الاطفال لوحتهم الشمس يؤدون مهامهم بثياب متألقة فضفاضة تتطاير بالهواء النقى من الجراثيم او اي تلوث طائفة من الاطفال في لعبة من العابهم القديمة قدم الازل و التي تناسب اعمارهم لقد كانت الالات تقوم بكل العمل اما الجنس البشري في القرن الثاني و العشرين فقد كان يعيش حياة رغدة كانو يرون الانسان الالي يمر و كثيرا ما كان السكون يخيم عليهم وهم يلمحون ظله الضخم يحتازهم كان راداره الاكتروني يشعر بالنبضات التي تعني العصبية لم ينظروا اليه كوحش مفترس بل انهم راحوا يتساءلون عن اول تجربة في العالم لترك انسان الي دون رقابة حرية كاملة في الحركة شعروا بالخوف الانساني البدائي من الغريب و المجهول وفي اعماق عقولهم تنبثق اسئلة حيرتهم ما الدي ينويه الانسان الالي وما هي نتائج دلك الجنس الالي الدي لايقهر بالنسبة لسكان الارض ثم ما ان اختفى بطوله الفارغ وراء التلال الخضراء حتى ضحكوا ربما ليخفو قلقهم وعادوا لحياتهم السعيدة و استمر الانسان الالي في تقدمه جلس يتامل همومه اصبحت الحياة لا تطاق خطر بدهنه ان الجنس البشري لم يتغير فيه شيئ خلال تاريخه الطويل لفتت نظره ومضة قوية لامعة ونظر من خلال الباب الزجاجي و تراجع في دعر تمتم في رعب يا الهي انه الانسان الالي الانسان الالي نهض ونظر الى الجالسين من حوله والدين كانو قد تجاهلوه تماتا انظرو انه اللانسان الالي الخطر الداهم لقد بنوه من ثلاث سنوات في مصنع الكترونيات وهو اشبه بالانسان بعقل ايرادي يفكر و عاد يهمس لنفسه اشبه بالانسان لكنه يتفوق علي عاد الرجل يصرخ في مرارو الاترون انه انسان من لحم و دم لم يعد كفئا لعالمنا الجديد اللامع عالم الفرن الثاني والعشرين لقد اقاموا هدا المسخ المعدني لحل محل الانسان اننا معشر سكان الارض نشترك في رذيلة واحدة هي اننا ناخد ما يعطى لنا سواء كنا بحاجة اليه او لم نكن ايها الاغبياء ان الانسان الخليقة و انبل مافي الوجود ينزلق الى الظلام المارد النعدني يخطو اول خطواته فوق الارض اول انسان الي في العالم يسير فوق التلال الاخضر