لغني — أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد — أنه كان هناك تاجر ثري يعد لزيارة بلد آخر. فملأ حقائبه بالخبز والتمر، واستمر سفره عدة ليالٍ في رعاية الله حتى وصل إلى وجهته. توجه عائدًا إلى وطنه. جلس على ضفة جدول مائي تحت شجرة جوز، وأخرج بعض أرغفة الخبز وحفنة من التمر، وبدأ في الأكل ملقيًا نوى التمر عن يمينه وعن يساره حتى اكتفى،وما كاد ينهي صلاته حتى رأى جنيًّا كبيرًا أمامه ممسكًا بسيف في يده، ويقف بقدميه على الأرض ورأسه تناطح السحاب. صاح الجني: «انهض حتى أتمكن من قتلك بهذا السيف، وقال: «أقسم بالله أنني لم أقتل ابنك، كيف حدث ذلك؟» قال الجني: «ألم تجلس، وتأكله ملقيًا النَّوى حولك؟» رد التاجر: «نعم،» فقال الجني: «عندما كنت تلقي النَّوى، كان ابني يسير بجوارك،» فرد الجني: «أقسم بالله أن أقتلك كما قتلت ابني.» قال التاجر: «إذا كنت قد قتلته، فقد فعلت ذلك عن طريق الخطأ.» رد الجني: «يجب أن أقتلك. وألقى به على الأرض.بدأ التاجر في البكاء على زوجته وأبنائه، ورفع الجني سيفه بينما كان التاجر غارقًا في دموعه، وقال: «لا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم.اقترب طلوع الصبح عند هذه النقطة من القصة، فسكتت شهرزاد تاركةً الملك شهريار يتحرق شوقًا لسماع باقي القصة. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وجميلة!» فردت شهرزاد: «إنها لا تقارَن بما سأخبركما به ليلة غد، فالقصة ستصبح أفضل وأكثر إمتاعًا.» فكر الملك: «سأبقي عليها حتى أسمع بقية القصة،