إلى صديق طفولتي العزيز "رامي"، السلام عليكَ ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة ملؤها الشوق والمحبة وبعدُ: فإن الصداقة والأخوة شيء عظيم لا يقدر بثمن، وأنت يا صديقي ذلك الأخ الذي لم تلده أمي، وذلك الصديق الذي أعتبره جزءًا من روحي، والرفيق الذي يداوي جروحي، فأكتب لك وقلبي يشتاق لك، يشتاق إلى ذكريات الطفولة التي قضيناها معا بحُلوها ومُرِّها، يشتاق لأجمل لحظات العمر التي قضيتها معك، أكتب لك وذكرياتنا الجميلة تحلق في سماء قلبي، أكتب لك وأنا أشعر أن عمري ناقصًا دونك، وأن حياتي لا تحلو إلا معك. صديقي العزيز ". "، إنك تعيش بداخلي كما لو أنك جزء مني، إن لك حبًا عظيمًا في قلبي، حبًا نتج عن الأيام الجميلة التي عشناها عندما كنّا صغارًا، فأذكر كم ضحكنا معًا، وكم لعبنا معًا، كم تشاجرنا ثم عدنا لصفو حب به أيامنا بدت هانئة وجميلة، أذكر كم سندتني عندما كدتُ أقع، أذكر كم نهرت العالم من أجل ضحكتي، وكم احتضنت حزني في قلبك طويلًا، وكم مشينا في الطريق يدي بيدك. وأذكر كم كانت لنا ذكريات في المدرسة، فأذكر عندما كتبت اسمينا على المقعد، وعانق المقعد حقيبتينا لسنوات طويلة، وأذكر عندما كنا نشتري السكاكر عند عودتنا إلى المنزل، ثم نقضي باقي يومنا في بيتك كأننا نعيش معًا، وأذكر أنني لم أحب سنة دراسية كما أحببت تلك السنوات التي قضيتها معك، فأنت صديق الطفولة وصديق المدرسة، وصديق كل شيء جميل. أتعلم يا صديقي العزيز؟ ودِدتُ لو أستطيع أن أعبر لك عن شدة امتناني للحياة لأنها أهدتني صديقًا قلبه على قلبي، لا يميل أبدًا إن مال العالم كله، ودِدتُ لو أستطيع أن أعبر لك كم أكون سعيدًا لسعادتك، وكم أكون حزينًا لحزنك، ودِدت لو أستطيع أن أجمع طمأنينة العالم وأضعها في قلبك لتكون بخير، ودِدتُ لو أستطيع مسح كل دموعك بقلبي، ودِدتُ لو أن الحياة لم تفرقنا أبدًا، ولكن لا حيلة لي بذلك. صديقي العزيز، في نهاية رسالتي أريد أن أخبرك أننا على موعد في لقاء قريب، فلديّ الكثير من الأشياء التي أريد أن أخبرك بها، لدي الكثير من الأيام التي أريد أن أكررها معك، لنعيد ذكريات الزمن الجميل، وفي قلبي شوقٌ كبير للقياك يا عزيزي، وأتمنى أن تكون بأحسن حال، وبصحة جيدة، وأن يرافقك الخير أينما حللت وارتحلت، وأن يوفقك الله لطريق الخير، ويبعد عنك طريق الشر، ويعينك على كل صعب ومُرّ، ودمت لي صديقًا وأخًا وحبيبًا لا يكرره الزمن، دمت لي سندًا وعونًا يا عزيزي.