وفي الواقع تميل الغالبية الساحقة من الباحثين إلى إدخال الكاتب في هيكل الجماعة الأدبية بعد انطواء حياته. وقد يجد الباحث صعوبات في العودة التاريخية لوضع جدول بأسماء الكتاب ليدور عليها بحثه الاجتماعي. فما يكون المعيار الذي يعتمده في هذا المجال؟ أتراه يقصر منهجه على اعتماد العدد والكمية؟ أم يتجه ناحية اعتماد النوعية؟ وأليس يصيب النسيان أحياناً : بعض حتى يقيض لباحث أو فضولي أن ينبش تراث ذلك المنسي ويبعث فكره ملقماً ربما هو فيعيد له اعتباره ويجعل منه واحداً من الطليعيين؟ - والكتاب أنواع ليس من حيث اتجاهاتهم الفكرية بل من حيث الطابع الغالب على نتاجهم الذي يوفر لهذا النتاج عنصره الاجتماعي فهناك كتاب يدور نتاجهم في نطاق طبقة المثقفين وقد ترنّ أسماؤهم في آذان الآخرين إلا أن هؤلاء لا يشعرون وهناك كتاب شعبيون قد لا يتوفر لهم الحظ بدخول تاريخ الأدب العل أشهر مثل على ذلك موريس لوبلان مؤلف ارسين لوبين ومغامراته). آخرون يعنون بموضوعات تثير اهتمام الأطفال وهؤلاء لا ينالهم أيضاً حظ من أفيمكن للباحث في سيوسيولوجيا الأدب أن يتجاهل هؤلاء وأولئك عند تعرضه لتأثير الأدب في المجتمع في فترة زمنية معينة؟ - متى أدركنا أن الظواهر الأدبية تنشأ وتتطور وتتفاعل في نطاقات محدودة أحياناً بل ومغلقة أيضاً دون أن يكون بينها اتصال يترتب علينا عند البحث تفريع هذه الظواهر الأدبية وتقسيم الكتاب وتصنيفهم استناداً إلى هذه الاتجاهات مما يسهل علينا تعيين طابع الظاهرة الاجتماعية تعييناً دقيقاً في فترة معينة.