ولدت مدينة الدوحة التي خطت الأفق بقبابها المنخفضة ومآذن جوامعها. ارتبط مصير المدينة، التي لم يتجاوز عدد سكانها عند مطلع القرن العشرين 12 ألف نسمة يمتلكون حوالي 350 قارباً لاستخراج اللؤلؤ، الأمر الذي عزز علاقاتها على طول الخط الساحلي للخليج العربي. أما براعم النمو الأولى للمدينة فظهرت تدريجياً، الأمر الذي شكل نقطة تحولٍ في تاريخها. بدأ عدد سكان المدينة يتزايد بسرعة كبيرة، وشهدت المدينة أيضاً ظهوراً عفوياً لمجموعة من الضواحي ومجمعات الأعمال التي كانت منخفضة الكثافة السكانية ومتنوعة في أنماطها المعمارية. تحولت الدوحة من مدينة صغيرة إلى مدينة كبرى خلال عقود قليلة من الزمن، وولد مشروع “مشيرب قلب الدوحة” كنتيجة لرغبة المجتمع المحلي بالحفاظ على بصمة التراث الوطني على مسيرة تطور المدينة والعودة إلى الجذور الحضارية الراسخة التي ولدت من العاصمة القطرية. بني الحي القديم في وسط مدينة الدوحة التاريخي حول بئر شجعت وفرة مياهه الأهالي على الاستقرار في المنطقة، واليوم أصبح المكان موقعاً لمشروع إعادة إحياء وسط المدينة،