وحيث انه لا توجد معايير عالمية او قوانين تحدد وتحيز وتصنف جوانب هذا السلوك ، وبما انه لا يوجد اطار عالمي لتحديد معاييره ويصبح متنوعا ومتغير حسب العادات المحلية و الاجتماعية. وبشكل مجموعة متنوعة من اللبسة المتخصصة للطلاب سواء كان ذلك في المدارس الابتدائية او المتوسط او الثانوية ، يظهر ان الهندام يستقطب مؤيدين ومعارضين حيث لم يكن نحط الاهتمام في الدراسات السابقة في الميداني التربوي الجزائري الى جانب ذلك يعتبر محاولة فرض اللباس الموحد من قبل المؤسسات التعليمية لم يتجاوز حدود التخطيط نحو التجسيد الميداني . ومع ان بعض الاصوات قد تذهب الى رفض اجبارية الهندام المدرسي من ناحية الدفاع عن الحرية اللباس والاذواق والمساس بالحقوق القاعدية والاستقلالية فإن مبرر مؤيدي الفكرة ينطلقون من دور المدرسة في محو التباينات الاجتماعية وترقية المساواة امام المعرفة والعلم خاصة في ظل الظواهر العديدة يشهدها الواقع المعاش في الوسط المدرسي ومنه التحرش المؤسس على المظهر الخارجي والاختلافات في الهيئة وبالتحديد منه اللباس الملفت للنظر من قبل الجنسين واللجوء الى العلامات التجارية في ظل مجتمع الاستهلاك. وقد يؤدي الى نوع من الراحة و الهدوء في المؤسسات التعليمية من حيث الانضباط الذهني قد يأتي عن طريق السلوك البدني والجسمي خاصة ان هناك ضوابط داخل المؤسسات تربي على الدقة وعدم الحركة أثناء الالتزام بالدروس ورفع اليد عند الحاجة وبالتالي والابتعاد عن الإختلافات الشكلية والفوارق الاجتماعية بحيث تصبح المدرسة فضاءا موجها استثناء اكتساب المعارض. يجب ان نلاحظ ان قرار توحيد اللباس المدرسي غير الزامي ويعتمد على سياسات كل مؤسسة تعليمية بناء على توجيهات وزارة التربية والتعلبم ، و يمكن أن تتاثر هذه التفاوتات والعوامل عدة مثل الثقافة المحلية ، يمكن ان تكون هناك مدارس اخرى تتحرك حرية للطلاب في اختيار ملابسهم بشكل عام ، لم يتم تبني قانون واضح يلزم جميع المدارس الجزائرية بتوحيد اللباس المدرسي ، ومن هذا المنطلق جاءت هذه الدراسة لتفتح موضوع اقرار الهندام المدرسي من عدمه كوسيلة لفهم الدلالات السوسيولوجية للهندام داخل المؤسسات التعليمية وتاثيراتها على التصورات وسلوكات المتمدرسين ورايهم ، ماذا يمثل الهندام لدى طلاب المدارس الجزائرية ؟ وهل يمكن أن يشكل الهندام المدرسي الموحد وسيلة الحد من بعض المشكلات الوسط المدرسي ؟ وما مدى دور المدرسة في ان تكون فضاءًا مميزا للحصول على المهارات الحياتية اللازمة؟.