تعد الفلسفة املثالية من أقدم الفلسفات فيتاريخ الفكر الفلسفي، وتؤمن بأزليةاألفكاروكونيتها، لتسهيل الوصول الى مصا در املعرفة والحقيقة، و ترى أن املعرفة هي أساس الفضيلة. الفلسفة املثالية هي فلسفة عقلية كلية)ال تهتم بالجزئيات باعتبار هذه الجزئيات ال تمثل الحقيقة(، تعتقد أنه الواقعمنبثقا عن الفكر ومعتمدا على العقل فيوجوده، مرتبط بهفال واقعدون فكر وال فكر دون عقل. لذاف األفكار سابقةللمحسوسات أو امللموسات، وأن ماهية األشياء تسبق وجودها. يرى املثاليون أن اإلنسان مكون من عقل ومادة، روح وبدن. غالبا ما تنسب الروح إلى عالم املثل الخالد و األزلي، الذي ال يمكن إدراكإال بواسطة العقل، وأما البدن فينسب إلى عالم الحس ي ، وفي تقديرهم عالم املثل هو عالم الحقيقة املطلقة، أما عالم الحواس فهو عالم األوهام. املذهب الكالسيكي للمثالية: مذهب قديم ظهر مع أفالطون، و الذي يرى أن األفكارأواملثل لها وجود يسمو ويتعالى عن الوجود الحس ي)املعرفة الحسية(، ألنها )أي األفكار الحقيقية( هي املبدأ والنموذج األصيل لألشياء . أما املذهب الحديث الذي مهد لهفكر ديكارت، كما أبرزهو طوره باركلي من بعد، ويرى أن األشياء أو املوضوعات ليستسوى انطباعاتحسيةأوأفكار ال تتحقق فيالوجودإال علينحو ما، باعتبارها تمثالت ذهنية، أي أن األشياء املوجودة مرتبطة بالقوة املتعقلة التي تدركها . املثالية في الفكر الفلسفي اليوناني : افالطون) -347 427 ق. أتى أفالطون بعد سقراطبتصورا فلسفيا عقالنيا مجردا ولكن له طابع مثالي؛ للفكر والعقل واملثال، بينما الحواس والحسال قيمة ل وجود لها )ألن كل نسبي غير حقيقي(. وقد استشهد أفالطون بأسطورةالكهفليبين بأن العالم الذي يعيشفيهاإلنسان هو عالم غير حقيقي، وأن العالم الحقيقي هو عالم املثل ، عالم الخير األسمىو الحقائق املطلقة، يمكن إدراكهفقط عن طريق التأمل العقلي والتفلسف . أما الطاولة الحقيقية فتوجد في العالم املثالي. و بالتال ف املعرفة الحقيقية موجودة أي كون املعرفة فطرية تأتي من عالم األفكار املتعالي والثابتواالزلي، املعرفةفطريةوموجودةمسبق و بالتالي ال تفسر فقط في األحاسيس أو االنطباعات املسجلة في العقل (. الذي يرمز إلى التمثيل العقلي، فارغ )أبيض( وسيتم ملؤه بواسطة الذكريات. يعتقد أفالطون أن العالم املحس ي الذي ندركه بحواسنا هو في حالة تغير مستمر، وهو مجرد ومن ناحيةأخرى، كان يعتقد بوجود عالم من األفكار متعالية ثابتة، على سبيل املثال، قد تكون هناكفكرةللجمال، ستكون مثاليةوخالدة، كاملة ومزيفة لألصلية. فإن الروح البشريةلديه ا إطالع باملعرفة فطرية و باألفكار عندما كانت في عالم ولذلك فإن فعل التربيةبالنسبة ألفالطون يتمثل في مساعدة الفرد على تذكر هذه املعرفة املنسية والتوجه نحو عالم األفكار، االعتراف بأن التعلم ليسمجردنقل املعرفةالخارجيةإلىاملتعلم، واستعاد ا في للمعرفةاملوجودةمسبق "روح" املتعلم الفرد. من التركيزفقط على والتساؤل، والبحثعن الحقائق الخالدةبدال اكتساب املعرفة السطحية. يؤكد هذا االتجاه ا علىأهميةتنميةالبعد الروحيللت أيض ربية. يعتقد أفالطون أن العقل االنساني ، بفضل التأمل واالقتراب مت عالم األفكاريمكن تحقيق املعرفة الحقيقيةوفهم أعمق للواقع. لذا، ال ينبغيأن يقتصر التعليم علىاكتساباملهارات العملية فحسب، بل يجبأن يسعىأيض روح وتعزيز سموها. إن محاول تطبيق هذا املذهباملثاليفيالتربية هو االعترافبأن الفكرة األفالطونية بل هي حقيقةمتعاليةوخالدة. فكرة املدينة املثاليةوالتربية: املدينةاملثالية التي يصفها في "الجمهورية والقوانين" مبنية على تقسيم العمل املتوافق مع والغرائز الدفاعية، والعقل الذي يتحكم واملحاربون، والقضاة أو الحكماء )ربط أفالطون العدالة بالوظيفة (. ال بد من الخاصة. خصائصهم الفكرية واألخالقيةاملحددة وفق الخطاطة التر اتبية ألجزاء. يضع "الروح الراغبة" أدنى من "الروح الشجاعة"، االفرادوميوالتهم الفطرية،