موضوع الحرية بمفهومها المعاصر مثار جدل كبير؛ نظرًا لاختلاف وتَهِشُ لسماعها، لكن الأمر في هذا العصر قد تغير، فلها تعريفات شتى، وتُستعمل في حق ويتذرع بها إلى باطل، ويتكلم بها الصديق والزنديق ، فما أحراها أن توضع تحت مجهر التأمل لضبطها ومعرفة حدودها، وصوابها من خطئها، وذلك أن كلا يحمل الحرية على هواه، فحتى الوقح يعد وقاحته حرية، والمسرف يُدرج والشاذ يصف شذوذه بالحرية، وهكذا. حتى إنه أضحى مركبا ذلولا للتمرد، وقنطرةً لتجاوز القيم، ولا يعني هذا أن الحرية مرفوضة جملة وتفصيلا؛ إنما المرفوض أو التوظيف السيئ للحرية،